دخلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين على الخط في قضية خلية فاس التي أعلنت الداخلية عن تفكيكها، والمنتمي غالبية معتقليها إلى فرع اللجنة بفاس، وبادرت بإصدار بيان عبرت فيه عن قلقها مما أسمته «محاولة استهدافها باعتقال نشطائها».
واعتقل أربعة أعضاء من اللجنة المحلية بفاس عقب تفكيك هذه الخلية التي قدمتها الوزارة على أنها كانت تستقطب شبابا مغاربة متشبعين بالفكر الجهادي، لترحيلهم إلى الجزائر عبر الحدود الشرقية وتجنيدهم في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ويتعلق الأمر بخالد لحميدي، مسؤول لجنة الشعارات باللجنة المذكورة، وعضوها رضوان أحروش، وزكريا الزهور، الكاتب المحلي للجنة بالجهة، وعبد الإله الرضواني، عضو اللجنة التنظيمية، المعتقل السابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب المفرج عنه لإنهاء عقوبة حبسية.
وتتحدث المصادر عن اعتقال ثلاثة متهمين آخرين بالانتماء إلى الخلية، صباح الأربعاء الماضي، في الوقت الذي تؤكد أن لاعبا لكرة القدم بالقسم الشرفي بمنطقة بنسودة، يوجد بين المعتقلين الستة الأوائل. ويتعلق الأمر بنجيب ماطة، المزداد سنة 1985.
واعتقل المتهمون الستة من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد تعقبهم مساء الاثنين الماضي بشوارع وأزقة حي بنسودة الهامشي، وقرب مسجد وبعد مداهمة منازلهم ليلا، قبل اقتيادهم إلى البيضاء وإخبار عائلاتهم في اليوم الموالي.
وأوقف لحميدي من أمام مسجد عمر بن الخطاب ببنسودة مباشرة بعد خروجه منه بعدما أدى صلاة العشاء، فيما قالت اللجنة إنه «اختطف» ب«طريقة هوليودية»، متحدثة عن «محاصرته بأربع سيارات رباعية الدفع سوداء»، خرج منها أشخاص بزي مدني، فأوقفوه. وأوقف رضوان أحروش من أمام المسجد المذكور، فيما قالت مصادر أخرى إن عبد الإله الرضواني اعتقل بالشارع العام بالحي ذاته، فيما تعقب ضباط شرطة بزي مدني، الرضواني قبل اعتقاله، بينما اعتقل ماطة والزهور وعبد العالي فيتشي، من منازلهم بالحي نفسه.
وتحدثت اللجنة عن مداهمة البيوت في أوقات متأخرة من الليل، وإرهاب الأسر بالنظر إلى ما يصاحب مداهمة البيوت من الأعداد الهائلة لرجال الأمن وتطويق البيوت، إضافة إلى عدم إخبار الموقوفين أو عائلاتهم بسبب الاعتقال أو التهم الموجهة إليهم. وقالت اللجنة المذكورة، في بيانها، إنها المرة الثانية التي تستهدف فيها بعدما اعتقل عبد الكريم المختاري نائب المنسق الجهوي لجهة الناظور في 24 نونبر الماضي، متحدثة عن خروقات شابت عملية الإيقاف في هذه الحالة، وفي حق نشطائها بلجنة فاس.
وأبدت قلقها من استهداف بعض أعضائها بالاعتقال، وخشيتها من أن يكون المقصود «استهداف عملها الذي ارتضت له خطا سلميا مشروعا تروم من ورائه تمتيع المعتقلين الإسلاميين بكل حقوقهم في انتظار إطلاق سراحهم واسترداد حريتهم وفضح الخروقات.
وذكرت وزارة الداخلية أن اعتقال أفراد الخلية، جاء بناء على تحريات أثبتت أن الخلية جندت متطوعين بتنسيق مع عنصر ينشط بالجزائر، لتسهيل تسللهم إلى الجزائر عبر الحدود الشرقية، لتجنيدهم بمعسكرات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التابعة لتنظيم القاعدة.