وعدها بالزواج ففضلته على خطيب آخر وأنكر علاقته بها
واصلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، الأربعاء الماضي، النظر في الملف عدد 72/12،
المتعلق بتسميم تلميذة لإسقاط جنينها من شاب، والمتابع فيه ثلاثة أشخاص بينهم فتاة.
أجلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، الأربعاء الماضي، النظر في الملف عدد 72/12، المتعلق بتسميم تلميذة لإسقاط جنينها من شاب من عائلة معروفة بالمدينة، والمتابع فيه ثلاثة أشخاص بينهم فتاة، في ثالث جلسة للنظر فيه منذ إدراجه في أول جلسة في 19 شتنبر الماضي. وأمهلت هيأة الحكم، والد الضحية ودفاعه، للإدلاء بوثائق صفة المطالب المدني وكل الطلبات المدنية وأداء القسط الجزافي عنها. وقررت إعادة استدعاء 15 شاهدا بينهم 4 فتيات، للاستماع إلى إفاداتهم في النازلة، فيما حضر الجلسة، الفتاة «ف. ت» وصديقها «ز. ف» المتابعان في حالة سراح مؤقت.
ويتابعان بتهمة المشاركة في التسميم، فيما يتابع م. م» الموجود في حالة اعتقال بالسجن المحلي عين قادوس منذ وفاة الطفلة التي كانت تتابع دراستها وعلى علاقة غير شرعية به، بتهم تتعلق بالتغرير بقاصرة وهتك عرضها بدون عنف الناتج عنه الافتضاض والتسميم والإجهاض.
وتعود وقائع هذه القضية إلى يوم 2 نونبر 2011، لما توفيت التلميذة «ج. ج» (14 سنة) التي كانت على علاقة عاطفية ب»م. م» (29 سنة) خراط متزوج وأب لطفلين، بعدما تقدم لخطبتها، عن طريق التسميم بعد تناولها سم الفئران، قبل نقلها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بالمدينة.
قبل يوم من وفاتها، توجهت الضحية رفقة أختها «ل. ج» إلى الحمام، قبل أن تتوصل بمكالمة هاتفية من «م. م» الذي فضلته على شاب آخر تقدم لخطبتها قبل أيام من الحادث. طال انتظار الأخت لعودة «ج. ج» مساء، قبل أن يهاتفها الخطيب، ليخبرها بكونها في حالة صحية حرجة تفرض تدخلا عاجلا.
بعدما صارحوها بتناول أختها سم فئران، وبحي النسيم التقت «ل. ج»، الخطيب وصديقه «ز. ف» وأختها على متن سيارة، قبل توجههم للمستشفى، الذي مكثت فيه ليلة تحت الملاحظة الطبية، إلى أن توفيت ونقلت جثتها إلى مستشفى الغساني لإخضاعها للتشريح الطبي الذي أكد وفاتها تسمما.
وجدت «ل. ج» أختها التي تدهورت صحتها بمجرد دخولها نادي الإنترنيت قبل نقلها إلى المستشفى، تتقيأ وتنطق بأسماء «السيمو» و»ف»، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، ما ولد لدى قاضي التحقيق، قناعة تورطهما في التسميم، إضافة إلى حضور «ف» جنازتها و»صرخت أنها ماتت مسمومة».
حينها أشعرت الشرطة القضائية، بحدوث محاولة انتحار، قبل أن تفتح بحثا إثر شكايتين من أب الضحية، الذي لم يكن على علم بعلاقة ابنته ب»م. م» إلى أن رفضت الزواج بشاب آخر خطبها. لكنه ترك لها حرية اختيار شريك حياتها خاصة بعد إخباره بنية عشيقها، اتخاذها زوجة، دون علمه بزواجه السابق.
كانت أم «ج. ج» التي أخبرتها بقرب تقدم «م. م» لخطبتها، بالسعودية تؤدي مناسك الحج، لكن صدمتها كبيرة حين عودتها واكتشافها وفاة ابنتها. وانتصبت مطالبة بالحق المدني، واستمع إليها في إطار التحقيق الإعدادي، فأكدت أنها أخبرت بعد رجوعها من الحج، بأن «ف. ت» و»م. م» سمما ابنتها.
حقائق عديدة أوردها الأب «أ. ج» أثناء أخذ تصريحاتها تمهيديا، بينها قدوم «ف. ت» وأخيها لمنزله قبل يومين من وفاة الضحية، ومطالبته «ج. ج» بوقف علاقتها بأخته وتهديدها بالقتل، موردا تفاصيل دقيقة عن علاقة ابنته بالمتهم الرئيسي، بناء على ما استقاه من معلومات من ابنته «ل. ج» وشهود عيان.
اتهم الأب المكلوم، «م. م» و»ز. ف» و»ف. ت» بالتورط في تسميم ابنته، ما استدعى الاستماع إليهم وإلى شهود، فيما لم ينكر «م. م» معرفته وإعجابه بالضحية التي قال إن علاقته بها لم تتعد حدود الصداقة، نافيا ممارسة الجنس معها، ساردا تفاصيل كيفية توصله بخبر تدهور حالتها الصحية.
وفي روايته للحادث، قال إنه توصل بمكالمة من شخص مجهول، يخبره بتقيأ «ج. ج» وطلبها منه الاتصال برقمه، إذ تحاشى اللقاء بها قبل أن يستجيب لطلبها لما عاودت الاتصال به، مؤكدا توجهه وصديقه «ز. ف» إليها واتصاله بأختها ولقائهم بمحطة وقوف الحافلات ونقلها إلى المستشفى.
وأقر بتسليمه 500 درهم لأختها لتدبر أمر علاجها، نافيا وعدها بالزواج، دون أن ينكر افتضاض بكارتها، قائلا إنها «لم تكن حاملا منه»، فيما تحدث صديقه «ز. ف» عن تلقي «م. م» مكالمة من مسير نادي للإنترنيت بحي السعادة، يخبره بمرض «ج. ج»، واتصاله بأختها ومرافقتهم للمستشفى.
وحاولت «ف. ت» إبعاد الشبهة عنها، متحدثة عن تعاطي الضحية للفساد، نافيا علاقتها بوفاتها، عكس ما أفادت به الشاهدة «ج. ع» من حضور المتهمة وصراخها وبيدها دواء وقولها إن «ج. ج» ماتت مسمومة، يوم جنازتها، فيما أكد الشاهد «إ. ق» تعرضه للتهديد من قبلها وأخيها، إن أدلى بشهادته.
أخت الضحية كشفت في شهادتها، عن حقائق خاصة بعلاقة أختها ب»م. م» وطلبه بتبرير غياب أختها بذهابهما إلى الحمام، فيما أكد الشاهد «ع. ك» توصل «ج. ج» برسائل نصية من المتهم وتوجه معها إلى المقهى وأخذ يقبلها ويضمها، فيما أكد الوقائع ذاتها شهود آخرين عاينوا الضحية رفقة «م. م».