أطلقت شركة "فيسبوك"، التي تدير أكبر موقع تواصل اجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية في العالم، في مؤتماً صحافي بمقر الشركة في مدينة "مينلو بارك" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، خدمة جديدة أطلق عليها اسم "Graph Search".
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إ ن فيسبوك بكشفها عن محرك بحث متقدم جديد ضمن شبكتها التي يتجاوز عدد مستخدميها المليار شخص تكون قد دخلت منطقة من اختصاص غوغل وأنها أعلنت بذلك تصعيد معركتها معها، في حين ترى مجلة فوربس الأميركية أن محرك بحث فيسبوك يمكن أن يفعل بغوغل ما فعلته الأخيرة بمحرك البحث "ألتا فيستا" الذي اندثر.
وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فايسبوك، إن الخدمة الجديدة عبارة عن محرك أو أداة بحث اجتماعية جديدة، من شأنها الرد على أسئلة مستخدمي الموقع مباشرة على شكل نتائج بحث، تتيح لهم التعرف على تفاصيل أكثر عن الصلات والروابط المشتركة والمتقاسمة بينهم وبين الأعضاء الآخرين داخل الموقع، بناء على بياناتهم الخاصة، فيما لا ينتهك الخصوصية أو يتعارض مع قوانينها.
وأوضح زوكربيرج مثالاً لهذه الخدمة الجديدة، فعلى سبيل المثال عند سؤال أحد المستخدمين عن أصدقائه في نيويورك الذين يحبون المغني "جي-زي-Jay Z"، أحد مغني الراب واسمه الحقيقي "شون كوري كارتر"، يحصل هذا المستخدم على نتائج بحثية دقيقة عن المطلوب.
وتسمح الميزة الجديدة للمستخدمين البحث عن المشاركات والأخبار والصور والمواقع والاهتمامات المتقاسمة مع الآخرين، بما لا يخرق إعدادات الخصوصية.
وحفاظاً على الخصوصية، لفت الموقع إلى أن هذه الخدمة البحثية الاجتماعية الجديدة سيتم إطلاقها كنسخة تجريبية خلال الأشهر القليلة المقبلة على نطاق ضيق وستتوفر باللغة الإنجليزية فقط أو على الأقل في الوقت الراهن، وسوف تظهر هذه الخدمة كشريط بحث في الجزء العلوي من صفحة فيسبوك الخاصة بالمستخدم، وستظهر نتائج البحث بالإشتراك مع نتائج بحث من قبل محرك البحث "بينغ" الخاص برائدة البرمجيات "مايكروسوفت"، وسيتم التركيز في البداية على أربعة أقسام، وهي الناس والصور والأماكن والاهتمامات المشتركة بين الأعضاء.
وأشار زوكربيرج إلى الفرق بين البحث على الشبكة العنكبوتية والبحث عن طريق خدمته الجديدة، مبيناً أن "Graph Search" تم تصميمها لتعطي أجوبة ونتائج أكثر دقة.
وتصاعدت حدة المواجهة بين "فايسبوك" و"غوغل" في السنوات الأخيرة وتحديدا المعركة على المعلنين وكذلك المهندسين، وأيضا بعد الحديث بأن "فايسبوك" ستدخل سوق الإلكترونيات الاستهلاكية عبر "هاتف فايسبوك" الذي إن تحقق فسيقتطع حصة مهمة من سوق أندرويد الضخم الذي تسيطر عليه غوغل.
ورغم ذلك ترى "فوربس" أن "فايسبوك" كشفت النقاب عن الشيء الوحيد الذي يمكن أن تخشاه "غوغل"، وهو محرك بحث يستند إلى الكم الهائل من بيانات شبكتها الاجتماعية التي لا يمكن لمحرك بحث "غوغل" أو أي محرك آخر الوصول إليها.