مواطنون يقتحمون مستوصفا صحيا بفاس

في سابقة هي الأولى من نوعها وسيرا على خطى ما قام به  الطلبة مؤخرا من اقتحام  لمستوصف الحي الجامعي ظهر المهراز،  أقدم مجموعة من المواطنين  على اقتحام مستوصف صحي بحي الزهور بمدينة فاس ، وهو من المستوصفات  الحديثة الاشتغال بالحي الذي يقدم على أنه من الأحياء الراقية بالعاصمة العلمية، احتجاجا على ما وصفوه  بتردي الخدمات الصحية المقدمة بهذا المركز .
وبدا من خلال الشعارات التي رددها هؤلاء المواطنون وأغلبهم من   فعاليات المجتمع المدني وأعضاء بوداديات الأحياء السكنية  بالمنطقة المجاورة للمستوصف ، عدم رضاهم على طبيعة الخدمات التي يقدمها هذا المركز الصحي  التي تم وصفها بكونها  “لا تلبي طموح جموع المواطنين الذين يقصدون هذا المستوصف” ،ولم يتوان  المحتجون في اتهام  مسؤولي قطاع الصحة بمدينة فاس بعدم توفير العلاجات اللازمة للمواطنين و الاشتغال بمنطق الزبونية و الولاءات للاستفادة من الأدوية” .
ويرجع أسباب تردي الخدمات الطبية حسب ما قاله  الكثير من هؤلاء المحتجين إلى النقص الحاصل في الأطر الطبية التي يعتبرون أن عددها يبقى غير كاف مقارنة بالأعداد التي يستقبلها ،  إضافة إلى نقص الأدوية  والأجهزة الطبية التي يتوفر عليها ، وهو ما يؤثر سلبا على طبيعة الخدمات المقدمة  بهذا المستوصف .
وندد العديد من المواطنين بما وصفوه بانتشار المحسوبية والزبونية داخل المستوصف  للاستفادة من الأدوية وفق منطق الولاءات و”المعرفة” ، “إلى معندكش المعارف متخوذش الدوا ” تقول إحدى المحتجات  وهي تحمل على ظهرها رضيعها الذي كان يصرخ بكاء  قبل أن تنصرف من جموع المحتجين وهي في حالة غضب .
و عمد المحتجون إلى الوقوف بباب المستوصف بعد اقتحامه و تنظيم وقفة احتجاجية بالشارع العام حيث تعالت أصواتهم منددين بما وصفوه بـ ّ«الزبونية المستشرية  بالمستوصف” و بغياب الوسائل والتجهيزات الطبية اللازمة  و خاصة تلقيحات الأطفال والرضع منهم على وجه التحديد  ،  فضلا عن الاكتظاظ الذي يعرفه المستوصف طيلة أيام الأسبوع، حيث يشكل قبلة للمئات من المرضى والباحثين عن الاستشفاء ، وكذا النساء الحوامل أو اللائي أشرفن على الوضع  من أجل تلقي العلاجات والاستشارات الطبية ،  لكن العديد منهم يعود بخفي حنين إما لانعدام الأدوية أو غياب الأجهزة اللازمة للفحص والتشخيص أو لطول مدة الانتظار ، وهو ما يدفع  الكثير منهم إلى تغيير وجهته في اتجاه العيادات الخاصة  وأغلبهم مكرها  ، بفعل الاكتظاظ الذي يشهده هذا المستوصف لكونه  يوجد وسط حي تقدر ساكنته  بما يناهز 100 ألف نسمة .
وكان لافتا خلال تنظيم هذه المسيرة  حمل المحتجين لافتة كتب عليها “مسؤولون بقطاع الصحة بفاس يرمون توصيات وزير الصحة العادلة في قمامة الأزبال” ، فضلا عن حملهم الأعلام  الوطنية،  وساروا راجلين عبر  شارع الإسماعلية حيث يوجد المستوصف الذي يجمع الكل على أنه  يبقى صغيرامقارنة مع الكثافة السكانية التي ما فتىء يعرفها حي الزهور والأحياء المجاورة له،  حيث يتزايد سكانها يوما بعد آخر،  وهو ما يحتم على المسؤولين المحليين لقطاع الصحة البحث  والتفكير في إيجاد مركز آخر يمكن أن يخفف الضغط الكبير الذي يعرفه هذا المستوصف  رغم وجوده على بضع كليمترات قليلة من المستشفى الجامعي الحسن الثاني