أصيب رجل أمن مساء امس بإصابات بليغة بعد تعرضه لتهجم عنيف من قبل أحد الجانحين بواسطة سكين ذو حجم كبير، وقد تم نقل الشرطي المصاب على وجه السرعة إلى مصلحة المستعجلات بمستشفى مولاي اسماعيل العسكري بمكناس. وتم إدخاله قسم الجراحة، حيث أجريت له عملية جراحية مستعجلة، تمكن من خلالها الفريق الطبي من إعادة الحياة ليد الشرطي التي كادت تفقد حركة بعض أصابعها، بعدما تم جمع أربطة الأصابع الثلاث المصابة.
وتعود تفاصيل هذا الاعتداء الشنيع، حين قام الشرطي المذكور بتخليص فتاة من قبضة شخصين في منتصف عقدهما الثالث، حاولا الاعتداء عليها أثناء عودتها من إحدى حصص الدعم الدراسية بمكان خال ومظلم، مهددين إياها بواسطة سكين كبير الحجم، وقد نجح الشرطي في تحرير الفتاة، بعدما دخل في مواجهة مع الجانحين، أصيب من خلالها إصابة بليغة بواسطة سلاح أبيض على مستوى اليد، كادت تشل حركة أصابعه لولا الألطاف الإلهية، ونجاح العملية الجراحية التي أجريت له، كما أن الشرطي وفي مشهد هوليودي نادر الحدوث، حيث ورغم نزيفه الحاد، تمكن من إحكام قبضته على أحد المتهمين، ولم يفلته إلا وهو مصفد اليدين، بينما لاذ الجانح الثاني بالفرار، مطلقا ساقيه للريح.
مباشرة بعد تلقيها الإشارة، عمدت المفوضية الجهوية للأمن بأزرو إلى إعلان حالة استنفار قصوى داخل المدينة، حيث نُصبت سدود أمنية وقضائية على مداخل المدينة ومخارجها، في حين انطلقت فرق أمنية أخرى تابعة لمصالح الشرطة القضائية بذات المفوضية في عمليات بحث ومطاردة كللت بالنجاح، حيث تم إيقاف المتهم الثاني في نفس الليلة، فتم نقله إلى مصلحة الأمن رفقة المتهم الأول لفتح تحقيق معهما، تبين من خلاله، ومن خلال عملية التنقيط التي أخضعا لها، أنهما من ذوي السوابق في مجال الجريمة، حيث سبق وأن قضيا عقوبات حبسية في الشأن.
بعد ذلك، تمت الاستشارة مع الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، هذا الأخير الذي أمر بإيداع المتهمين سجن تولال بمكناس، متابعا إياهما بتهم الاختطاف والسرقة بالعنف، والضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح الأبيض في حق رجل أمن.
وقد لقيت هذه العملية استحسانا كبيرا من طرف الساكنة وهيئات المجتمع المدني، التي أشادت بهذا التدخل الأمني البطولي، متأسفة في نفس الآن على الضرر الصحي الذي لحق بالشرطي جراء الإصابة، مؤكدة أن المدينة عرفت استقرارا أمنيا كبيرا خلال الآونة الأخيرة.