فجّر قيادي سياسي منشق عن الرئيس التونسي منصف المرزوقي، قنبلة من العيار الثقيل، عندما قال إن عشرات من عناصر الموساد الإسرائيلي ينشطون في تونس تحت مسميات مختلفة. وقال عبد الرؤوف العيادي، عضو المجلس التأسيسي ومؤسس "حركة وفاء" المنشق حديثا عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي يرأسه المرزوقي، في تصريح نشرته صحيفة "المغرب" التونسية في عددها الصادر الثلاثاء الماضي إن "حوالي 300 عنصر من الموساد الإسرائيلي دخلوا تونس". وكشف العيادي أن مصدرا أمنيا تونسيا أبلغه بأن إسرائيل زرعت العشرات من عناصر جهاز استخباراتها وهم ينشطون تحت عدة مسميات وفي مجالات عدة. ولفت العيادي إلى أن "عملاء الموساد ينشطون في تونس وهم موجودون من قبل الثورة وتزايد عددهم بعدها، بعضهم يدير مؤسسات خاصة مثل المقاهي ووكالات الأسفار وبعضهم يرأس شركات تجارية وأغلبهم يمارسون أنشطة ثقافية تحت غطاء ما يسمى بالتبادل الثقافي بين تونس وعدد من البلدان الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا". وأوضح رئيس حركة وفاء أن "وزارة الداخلية قد تكون مخترقة من قبل الموساد الإسرائيلي وبها عناصر متعاونة وكان لها دور في إتلاف عدة ملفات في غاية الخطورة". وأضاف: "إن إسرائيل زرعت عناصر الموساد في تونس لخدمة مصالحها بالدول العربية"، ولم يستبعد العيادي ضلوع عناصر الموساد في تأجيج أعمال العنف التي تشهدها عدة جهات في البلاد. وبالنسبة للعيادي فإنه "ليس من اليسير على وزارة الداخلية ضبط تحركات هذه العناصر وإثبات تورطها وشبكة علاقاتها بالجمهورية نظرا لما يتمتع به جهاز الاستخبارات الإسرائيلي من مهارات وتدريب فائقين، إضافة إلى وجود عناصر أمنية داخل وزارة الداخلية قد يكون جرى توظيفها". ورد وزير الداخلية التونسي علي العريض على اتهامات العيادي، وقال في تصريح لصحيفة "المغرب" في العدد نفسه إن "اختراق الموساد لوزارة الداخلية لا أساس له من الصحة". وأكد العريض أن وزارته "تسعى إلى حماية تونس من اختراقها من قبل أي جهاز استخباراتي أجنبي وهي تملك الإمكانيات والقدرات لتحقيق هذا الهدف". وأضاف العريض أيضا "لا وجود في وزارة الداخلية لأي اختراق أو عناصر متورطة مع الموساد".