مغاربة صوتوا بنعم لدستور ديمقراطي و رعاع يعربدون
فاس : عبدالله مشواحي الريفي
تاريخ المغرب مليء بالمنعرجات و بالمد و الجزر، وبجاذبات على مر السنين، فالملكية بالمغرب مرت بفترات عصيبة بين الحاكم و الهيئات السياسية التي تمثل حلقة صغيرة في النسبة المؤوية للشعب المغربي، فبعد نفي المغفور له الملك محمد الخامس، و ظهور فكرة ثورة الملك و الشعب ، تأكد للقصر أن قوته يستمدها من الشعب، وليس من الأحزاب السياسية التي تبيع و تشتري في دماء الشعب المغربي همهم صنع خريطة سياسية تميل كفتها إلى طرف ما. ومع تولي المغفور له الملك الحسن الثاني عرش المملكة و هو كله حيوية ونشاط من أجل بناء المغرب الجديد مغرب الحداثة و الديمقراطية، و أمام اللوبي الفاسد الذي وقف في وجه الحسن الثاني محاولا النيل منه خلال فترة الستينات و بتآمر مع حكام سجلهم التاريخ بالدكتاتوريين على المستوى الإقليمي ،و المحاولات الفاشلة لانقلاب العسكر المستفيد من خيرات البلاد آنذاك و المشحون من جهات إقليمية و داخلية، على الحكم القائم،تحرك الملك وحمى ملكيته رغم بعض الأخطاء التي أملتها الظرفية السياسية.
حاول المغفور له نسيان ما فات ،فعبقريته في حكم البلاد ،و أمام الأطماع الإقليمية بتشجيع دولي تفنن في إستراتجية جديدة للم شمل المغاربة، وإعطاء لكل ذي حق حقه ،فرغم معرفته أن لصهوة الحكم لا بد من تنازلات،و أصبح عاجلا أم أجلا لوضع المغرب على سكته الصالحة، سلم تسيير البلاد، لمن كان يريدون رأسه في أول زمان حكمه، نبه المغاربة أن المغرب تواجهه سكتة قلبية، لا بد من وضع اليد في اليد من أجل المصلحة العليا للبلاد،نجح في خطته و كان فترة حكمه من الفترات الذهبية للمغرب الحديث ، اعترف بذلك الخصوم و الأعداء قبل الرعية ، ولكن الموت خطفته من أيدي شعب يكن له الوفاء و الاحترام ، مع العلم أن بعض الممارسات السلبية و بعض التقارير التي كان يتلقها من محيطه كانت تشوبها شبهة تصفية الحسابات فيما بين الصقور .
مات الملك عاش الملك:
من منا لايتذكر ذاك اليوم الذي أعلن فيه عن وفاة روح الأمة، ومن منا استطاع حبس دموعه ، لحظة تاريخية و لكننا نستحضرها للعبرة و السير بالمغرب إلى ألامام و الازدهار ،
اعتلى ملك الفقراء الحكم،عمل جاهدا، احتكى بالوطن و المواطن عن قرب ، عرف أين يكمن الخلل توالت الانجازات و باتت ملامح المغرب تتغير ، بالمقابل نجد أحزاب سياسية ونقابية همها الوحيد و ألأوحد اعتلاء المرتبة الأولى خلال كل فترة انتخابية ،ناسية دورها الحقيقي في تأطير المواطن و المساهمة إلى جانب الملك بحل مشاكل المواطنين و السير بالوطن على عجلات أمنة ، الملك هنا وهناك تعرفنا على مناطق مغربية لأول مرة في حياتنا لآن الظروف لم تسمح لنا بزيارتها و لكن تدشينا ته و زيارته إلى مناطق نائية أظهرت لنا المغرب الحقيقي و الوطن الذي يحبه الجميع محاولا و مجاهدا و مرهقا في بعض الحالات ومحاصرا بالثلوج، و الأوحال، و حتى فيضانات المدن لم يسلم منها ، بالمقابل نجد مسؤولين وسياسيين همهم الوحيد اعتماد نهج سياسة “مغرب الفرص” التي تؤثثها علامات ، النهب و سرقة المال العام و تفشي ظاهرة الرشوة و الزبونية و المحسوبية و العائلية ، ويبقى المواطن الذي لايسايرهم في كبتهم ، و في نرجسيتهم ، وفي شذوذهم الذي يعتمد سياسة حلب البقرة دون هوادة .
الربيع العربي و استراتجية تفتيف الشرق الاوسط و شمال افريقا :
عندما كان الملك يتنقل بين القرى و المداشير و يصعد الجبال ليلتقي بمواطنه و ليفك عنه العزلة و حصار المسؤولين الفاشلين الذين لا تهمهم سوى قاعات مكيفة و كراسي مريحة إلى ألأبد ،و بينما كانت الأحزاب السياسية التي يستشري فيها الفساد و ينخر قوانينها التي غالبا ما تمر في المؤتمرات بالتوافق و التراضي، لآن الإنزال كان سيد نفسه و لوبي الفساد يستلم قوته من زبانيته التي لا تفقه في علم السياسة، و تصفق لكل شيء يقوله الزعيم ، حتى و إن شتمهم فتراهم يصفقون ، ويحرك ألاميون مقابل بقشيش من الريالات محاربا النخبة من أجل اعتلاء عرش الأحزاب و النقابات .
أتى الربيع و حمل معه رياح هوجاء بنسيم القصر الاليزي و بنفحات البيت الأبيض، استهدفت دول، خلع الحكام ، قتل الآخرون، حرق البعض منهم أما البعض فهربوا محتميين ببلاد العروبة التي قبلت عنهم ،فتلك اللحظات الكل كن يستهدف مغربنا الحبيب مواطنون لا حول و لاقوه لهم مسيرين بأجندة خارجية طامعين في الحكم باسم الدين ،مستمدين سلاحهم من أعداء المغرب، وآخرين قارورات روج أزنيبر تلعب برؤوسهم وتهموا و سكروا حتى الثمالة، فحلموا أنهم سيحكمون البلاد و العباد، و سينتهي بالملك مشنوقا أو هاربا، شرذمة حاولت ومازالت تحاول فعل ذلك، و لكن ملك البلاد ليس له و هو من أراد أن يكون ملكا، الوطن، الشعب، الأمة، القبائل، العشائر، الاما زيغ ،العرب، بلغة الكل: المغاربة من طنجة إلى لكويرة أرادوا الاستثناء العربي ،و تشبثوا بملكهم و بالدفاع عن وطنهم من الانفصاليين و الانتهازيين و بالذين كانت نيتهم خلق بحر ثالث للمغرب باسم بحر الدماء.
لوبي الضغط و الفساد:
تحركت ألآلة الملكية و بتناسق مع الشعب،بدون أن ينتظر هبوب رياح الشرقي على المملكة ، اشتغل ليلا ونهارا، دستور جديد للملكة، انتخابات سابقة لأوانها، استحقاقات ديمقراطية بشهادة الأعداء و الأحباب، لكن مع ذلك بدأت تظهر في الأفق لوبيات التي حاول المرحوم الحسن الثاني خلال فترة التسعينات القضاء عليها لأنها أرادت أن تدخل المغرب قسم العناية المركزة ، أضن الحالة بدأت ملامحها تتكرر، بعد خروج الوطن من الربيع العربي بباقات من الورود عوض قنابل تتفجر في كل مكان تاركة ضحايا أبرياء، على الشعب و على الملك أن يفطنوا باللوبي الذي يريد أن يضغط من جديد ليدخل الوطن في دوامات الإشاعات و تبغيض أركان الدولة و الطعن في نزاهة قراراتها، فليتحد الجميع للوقوف في وجه هذه الشرذمة التي تمثل حلقة صغيرة غير مرئية، تحاول جاهدة الضرب في مصداقية الدولة و تعكير أجواء المملكة و التشويش على التنزيل ألأمثل لمقتضيات الدستور الجديد.