ذ. الكبير الداديسي
في كل سنة وكلما قرر المغرب تحريك عقارب الساعة متقدما ب 60 دقيقة عن توقيت غرينيتش إلا وكثر الكلام عن مزايا ومساوئ إضافة ساعة إلى التوقيت العادي وغالبا ما يتم التركيز على تأثير ذلك على الجانب الاقتصادي واستهلاك الطاقة والعلاقة مع الشركاء الأوروبيين في الشمال أو الأشقاء العرب في الشرق (الرفع من تنافسية الاقتصاد الوطني٬ وتخفيض تكلفة الفاتورة الطاقية وتيسير المعاملات مع الشركاء الاقتصاديين الإقليميين.) على حد تعبير الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة عبد العظيم الكروج… لكن إضافة ساعة هذه السنة صاحبه بعض التذبذب في اتخاذ القرار فقد صادق المجلس الحكومي على أن إضافة الساعة سيكون في مطلع شهر أبريل ، وسرعان ما تغير التاريخ إلى متم شهر أبريل .
ورغم تعدد المقالات والتحقيقات حول إضافة ساعة إلى توقيت المغرب فقلما صادفنا مقالا أو تحليلا لتأثير هذه الساعة على التلاميذ خاصة وأن إضافة الساعة دائما يتصادف مع مشارف نهاية الموسم الدراسي والاستعداد للامتحانات ..
في حوار مع مجموعة من التلاميذ أعربوا كلهم أن زيادة ساعة لها تأثير سلبي على التلميذ ، ويتم التمييز في تأثير الساعة المضافة على التلاميذ بين تأثيرات ظرفية وتأثيرات دائمة : فمن التجليات الآنية على القطاع التلاميذي الرقم القياسي في حالات الغياب في الحصة الأولى (8-9) من اليوم الأول لتطبيق الزيادة فعدد من الأسر تحافظ على ساعاتها ومنبهاتها دون تغيير إما جهلا بالتغيير وإما لأغراض أخرى .
أما التأثيرات التي تستمر طيلة مدة التغيير فلها تجليات كثيرة منها :صعوبة الاستيقاظ فإضافة ساعة يجعل الآباء يعانون كثيرا مع أبنائهم في الصباح ، فترى الأم توقظ ابنها من مكانه لتجده يواصل نومه في مكان آخر، وقد يتضاعف صياح الأمهات ومناداتهم لأبنائهم وهن المنشغلات بإعداد الفطور والاستعداد للخروج للعمل وتجهيز الأبناء للتوجه لمدارسهم وجمع الأفرشة وأواني الفطور مما يحول وجبة الفطور لما يشبه وجبة السحور عند البعض وكثير من التلاميذ الصغار يتناولون فطورهم بعيون شبه نائمة بل إن عدد منهم يتوجه للمدرسة دون تناول الوجبة الأولى في اليوم ..
كما أن إضافة الساعة له تأثير سلبي على مراجعة التلاميذ لدروسهم فقد اعتاد التلاميذ في الأيام العادية الخروج مع الساعة السادسة وفي حدود السابعة يكونون في منازلهم بعد استراحة صغيرة أمام التلفاز أو مع الأسرة يتناولون العشاء ويشرعون في إعداد واجباتهم ومراجعة دروسهم قبل أن يخلدوا للنوم وقد استغلوا حوالي ساعتين في المراجعة .. لكن بعد إضافة الساعة يجد التلميذ نفسه في البيت والشمس لا زالت في كبد السماء ، فيكون مضطرا للخروج للعب فلا تلميذ يدخل إلى البيت بعيد أذان العصر ويبقى في المنزل وما أن تغرب الشمس حتى تكون الساعة قد تجاوزت التاسعة وبعد أن يتناول وجبته اليومية الأخيرة تكون الساعة في حدود العاشر ( التاسعة القديمة ) وذلك هو موعد النوم بالنسبة للصغار إن هم أرادوا الاستيقاظ مبكرا لكن قلما يلتزم أحد بهذا التوقيت بعد إضافة الساعة ، وبذلك تكون الساعة الجديدة قد أضيفت للعب أكثر ما أضيفت للمراجعة …
ولعل أكبر تأثير سلبي لهذه الساعة على الصغار هو التأخر في النوم ، فمع طول النهار واعتدال الجوفي شهر ماي وما بعده يحلو للمغاربة السهر ، ولا يشعر العديد منهم إلا والساعة قد تجاوزت منتصف الليل ، ومن التلاميذ من يعود من الدراسة متعبا فيضطر للنوم قليلا .. مما يجعل النوم يهجر جفونه ليلا ، أما المدمنون على الحاسوب ومواقع التواصل الاجتماعي فقد طلقوا النوم المبكر بالثلاث ، وكل الدراسات والمختصون يؤكدون على العلاقة بين قلة النوم و ضعف التحصيل الدارسي وتدني مستوى التركيز في الدراسة …
الخلاصة هي أن إضافة ساعة إلى التوقيت المغربي إن كانت لها نتائج اقتصادية إيجابية فلها تأثيرات سلبية على النشىء ورجال الغد ونشاطهم الدراسي مما يحتم القيام بدراسات وأبحاث حول هذا التأثير والمقارنة بين الربح الاقتصادي وإرضاء الشركاء من جهة وبين ربح الشباب رجال المستقبل