من الملاحظ أن بلدنا الحبيب لا يتوفر على إعلام مرئي حر نزيه يساهم من بعيد أو من قريب في توعية المواطن وإمداده بالمعلومة الصحيحة , وجعل هذه الوسائل دعيمة من دعائم النهوض بالمجتمع في جميع المجالات . بل العكس , أرادوا هذه الوسائل طريقا لتضليل الشعب وجعله يعيش في غفلة عن أمره وبالطبع كان لهم ما أرادوا وتحقق لهم ما كانوا يصبون إليه .
إذا كانت القناة التي يخص بها الأمر أكثر من أي قناة أخرى فهي القناة الثانية التي مارست كل أشكال التضليل وتقريب هدم القيم الى أبسط مواطن مغربي لا يدري ما يقال أثناء التحدت باللغة العربية الفصحى أو على الأقل باللهجة اللبنانية أو المصرية في زمن من الأزمان . وأخص بالذكر هنا المواطن البدوي البسيط الذي حرم من نعمة العلم والتعلم نظرا لعدة عوامل أو المواطن غير البدوي الذي لم يجلس يوما في حياته في قاعة من قاعات الدراسة أي المواطن الأمي التي لازالت نسبته تؤرق في زمن تحتفل باقي الأقطار بآخر أمي لديها. وذلك بالقيام بدبلجة المسلسلات المستوردة من الغرب بالدارجة المغربية لدرجة تطبيق ثقافتنا في هذه الدبلجة . يا للمصيبة أ للغرب نفس ثقافتنا , ناهيك عن بقية البرامج ذات الطابع التخريبي للقيم كذاك الذي تحدوا فيه المكانة الرفيعة للمرأة اللتي أعطاها الإسلام إياها ليظهروا للشعب المغربي أن المرأة حرة في إتخاد قراراتها دون أن تعني أن اهتمام لزوجها ومحيطها الأسري وأن قيمة الزوج كمسؤول ومعيل للأسرة تنحصر في التكلف بالأبناء والواجبات المنزلية حتى عودة “السيدة الزوجة” , نعم إنها تطبيق للمنظمات والجمعيات التي تهتف وتناضل من أجل تحرير المرأة , أهذه المرأة كانت أسيرة كي يتم تحريرها ؟ , فالأجدر بالتحرير هم إخواننا الفلسطينيين الأسرى بمعنى الكلمة في غياهب السجون الإسرائيلية وعلى ذكر هذه الأخيرة فسياستها هي التي صارت طريقا تمشي عليه هذه القناة .
خلاصة القول إن كان لكل صنف من أصناف الفنون جائزة يعبر بها عن تفوق صاحبها , فالقناة الثانية هي الحاصلة على جائزة التضليل بجدارة واستحقاق رغم ما بدأا يفرض عليها من طرف الحكومة الجديدة كمنع لإشهار القمار و إيداع آذان الصلوات الخمس وبث صلاة الجمعة فإلى أي ستستجيب القناة لدفتر تحملانها الجديد.
عبدالغني الصديق