حبيبتي البوطة الرائعة، بداية أعدريني لأني لم أكاتبك من قبل في حياتي ،فأنا لم أكن أقدرك في ما سلف حق التقدير ولم أكن مكثرتا لحجمك الكبير في عالم الموضة والسياسة . ولتسمحي لي بالمناسبة _و نيابة عن الجميع_ لأننا لم نكن ننتبه إلى فخامتك ونحن نركنك في زاوية ما من المطبخ وننساك حتى تفرغين ما في جعبتك ،لنستبدلك -بلا حياء أو خجل- كناكري الجميل ،دونما أن نودعك وأنت خاوية ولو بقبلة النهاية . واليوم والى أن جعلت منك الحكومة قضية للنقاش ، و حان وعدك الحق فأقسمت ألا تنفجري ،كما انفجرت ذات صباح بالصدفة في وجه تلاميذ وهم غافلون عنك بحصة الدرس.. اسمحي لي.
عزيزتي البوطة أهنئك لأنك صرت في عداد السوبير ستارات، دونما حاجة إلى روطانا طرب ولا الإم بي سي و بعد أن صار مصيرنا مرتبطا بك وبحفيداتك ، الصغيرات الزرقاوات الفاتنات ، وعلى رأي المثل الدائر في سياستنا :”إدا أردت صنع قضية فما عليك إلا إطلاق كدبة آو شائعة”. فقد كذبوا عليك يا بوطتي العزيزة لكي تصبحين قضية ولكي يتسنى لهم الوقت ليمدحوك أمامنا ولكي يظهروا حسناتهم المزعومة : كذبوا عليك مرتين وكذبوا عليك وعلى بنياتك الصغيرة( دقة واحدة ) ، أما نحن فلا عثب علينا فما عاد الكذب يطرب أدهاننا.
كذبوا عليك عندما عمت الإشاعة في الزيادة في تمنك ب140 درهم وقوموا بنتك الصغيرة ب 30 درهما .حتى أنني فكرت في تصريف الكبيرة بتلات منك صغيرات، وانفطرت للأمر الجلل قلوب الفقراء، وعيونهم عليك وأنت مركونة في زاوية ما من البيت ،وهم يولولون ويتحسسون جيوبهم تم يعيدون جدول الضرب و الحساب،
كذبوا عليك ويا ليتهم ما جاؤوا بحديث إفك البوطة، أما كان لهم ارحم أن يقولوا عنك بأنك مت وانتقلت إلى دار البقاء ، وكذبوا عليك للمرة الثانية عندما جعلوا منك قضية سياسية وعندما اقسموا بأغلظ الأيمان أن لازيادة في تمنك، فتسابق الوزراء من كل القطاعات وكأنهم في حفل تنكري ليأخذوا قبسا من شهرتك وليعلنوا: بأن لا زيادة فيك و لا نقصان مع أنك( ست الطبخين) و تعرفين بأنهم يكذبون علينا وعليك وعلى بناتك الصغيرات .
عزيزتي البوطة كم كنت أشتهي أن أكون سباقا لمديحك قبل رئيس الحكومة الذي أعيت ركبانه التماسيح و العفاريت و كأنه قادم من قعر الأوديسا وانحنى لعاصفتك ليأخذ معك صورة تذكارية في رخائك الأخير. وشد آلاف المشاهدين على الهواء مباشرة وهو يتمسح باعتابك الكريمة ويستحلفك بالكتب وبكل الأنبياء، بأن لا تغلي علينا، وكرة أخرى يطمئن القوم بعد أن جعلتهم فقاعيرالهواء الإختيارية يضعون أيديهم على قلوبهم فجاء ليطمئن القبائل وله الأجر.
حبيبتي البوطة لقد أصبحت متيم بزرقتك التي لا تنافسها في الجاذبية سوى سمائنا الرحبة، صرت متيم بملمسك الناعم وبرأسك الصغير المكور، وبجسمك المكتنز الذي فيه شيء من شبه جارتي طاموا وبهيبتك التي أخرجت رئيس الحكومة من خلوته، فسامحني لأني كنت أجهل مكانك في هدا العالم الغالي وإلا كنت قد دبجت في حضرتك القصائد و أسدلت عليك البخور والستائر، و لانتظرتك وكلي أمل، كما ينتظر عاشق ولهان حبيبته وفي وجنتيه شيء من الخجل، وبصره يتمدد على عقارب الميعاد .
فهنيئا لك يابوطتي بأن أصبحت قضية وطنية وقد تحضين مستقبلا – ومن يدري – برئاسة مؤتمر من مؤتمراتنا تحت شعار:( البوطة وطنية مرجلة، غادي تبقا فكلمتها وصباغتها ). و عقبى في دلك لأعواد الثقاب وللتيد و لجافيل و الكوفيتير.. ليضافوا إلى قضايانا المصيرية .
أنت وحدك يا بوطتي من تجعلينا نخاف منك مرتين : نخاف لو انفجرت علينا و نخاف اكتر إن غليتي علينا .
من المتيم بحبك: أبعت إليك هدا الكتاب على أمل أن أحضنك يوما ما مثل هدا المتيم الذي سبقني إلى حبك.
بالأحضان يا بوطتي .
هشام الصميعي