بمقاطعة المرينيين بفاس الشمالية حيث كانت المصلى القديمة التي أعدت في ذلك الوقت لصلاة الأعياد، وفي الوقت الذي تضاربت أقوال الباحثين والمؤرخين حول وجود جثة آخر ملوك غرناطة محمد أبو عبد الله محمد الثاني عشر، ومن خلال دراسات وأبحاث في أماكن متعددة بمدينة فاس، استقر في آخر المطاف رأي مجموعة من الخبراء الاسبان وإماراتيين حيث تم ضبط مكان جثة هذا الملك بالمصلى القديمة بفاس الشمالية، حيث حوالي الساعة العاشرة صباحا تم الحفر لجمع ما تبقى من جثة آخر ملوك غرناطة محمد أبو عبد الله محمد الثاني عشر بحضور الخبراء والعلماء من مختلف الدول اسبانيا – الامارات العربية -المغرب . وفي ما يلي نبذة عن أخر ملوك غرناطة.
الملك أبو عبد الله محمد الثاني عشر
(1460 - 1527) هو آخر ملوك الأندلس المسلمين الملقب ب»الغالب بالله». وكان ملكاً على غرناطة (من بني نصر من ملوك الطوائف) واستسلم لفرديناند وإيزابيلا يوم 2 يناير 1492. وسماه الإسبان el chico «أي الصغير» وBoabdil»أبو عبديل»، بينما سماه أهل غرناطة الزغابي (أي المشؤوم أو التعيس). وهو ابن أبو الحسن علي بن سعد،الذي خلعه من الحكم وطرده من البلاد عام 1482، وذلك لرفض الوالد دفع الجزية لفرناندو الثاني ملك أراغون كما كان يفعل ملوك غرناطة السابقون.
حاول غزو قشتالة عاصمة فرناندو فهُزم وأسر في لوسينا عام 1483، ولم يفك أسره حتى وافق على أن تصبح مملكة غرناطة تابعة لفرناندو وإيزابيلا ملوك قشتالة وأراغون. الأعوام التالية قضاها في الاقتتال مع أبيه أبي الحسن علي بن سعد وعمه أبي عبد الله محمد الزغل.
حصار غرناطة
استسلام غرناطة: لوحة زيتية لكاديا توضح استسلام أبو عبد الله لفرديناند وإيزابيلا.
في عام 1489 استدعاه فرناندو وإيزابيلا لتسليم غرناطة، ولدى رفضه أقاما حصارا على المدينة. وأخيراً في 2 يناير 1492 استسلمت المدينة.
المكان الذي ألقى منه نظرته الأخيرة على غرناطة مازال معروفاً باسم زفرة العربي الأخيرة (el ultimo suspiro del Moro) وبكى فقالت له أمه عائشة الحرة
»ابكِ مثل النساء ملكاَ مضاعا
لم تحافظ عليه مثل الرجال«.
في المنفى
انتقل لفترة وجيزة إلى قصر له في البشرات بالأندلس ثم رحل إلى المغرب الأقصى عند محمد الشيخ المهدي، فقد نزل في مدينة غساسة الأثرية المتواجدة في إقليم الناظور ، ونهايته أتت حين تقاتل مع قريب له يحكم فاس، وقُتل في تلك المعركة عام 1527.
كان من شروط الاستسلام أن يأمن الغرناطيون على أنفسهم وأموالهم ودينهم كمدجنين، ولكن ما أن استقر له الحكم بعد مرور 9 سنوات على سقوط غرناطة، حتى نكث فرديناند بالعهد وخير المسلمين إما اعتناق المسيحية وإما مغادرة الأندلس، وكانت تلك هي نهاية الأندلس.