اتهم زوجته بتعذيبه والتحقيق يكشف العكس بفاس

في واقعة مثيرة، هزت حي ظهر المهراز الشعبي بفاس واستنفرت رجال الأمن وأثارت ضجة بين الرجال والنساء على حد سواء، فجر رجل من مدينة فاس قضية تعذيب، قال للشرطة إنه تعرض لها على يد زوجته وعائلتها، الأربعاء الماضي، قبل أن تُظهر مجريات التحقيق عكس ادعاءات الزوج، عقب وصول الأمن إلى الزوجة بإحدى المصحات الخاصة بالمدينة، والتي كشفت تعرضها لأسوأ اعتداء من زوجها، جرت أطواره ببيت الزوجية، والوسائل غاز الكروموجين وآلة حادة، وطقوس تعذيب موغلة في الإثارة، عناوينها إجهاض وعنف جنسي وبتر لأصبع يدها اليمنى وقطع لأربطة الكف، وتبادل للاتهامات بين الزوج وزوجته وأفراد عائلتيهما.
وقالت فاطمة الزهراء، وعلامات الانهيار التام بادية عليها، في تصريح للصحافة ببهو المحكمة الابتدائية بفاس، إنها منذ أول يوم تزوجت فيه، وهي تتعرض للإهانة والتعذيب من قبل زوجها، غير أن حبها لطفليها وخوفها على مستقبلهما، جعلها تتحمل ما تتعرض له، إلى أن نفد صبرها وطلبت الطلاق من زوجها، صيف سنة 2001، لكنها عادت إليه بداية سنة 2004 بتدخلات من العائلتين، لتجد نفسها في مواجهة جولة جديدة من التعنيف، أسفرت عن إجهاض حملها مرتين، وتهديد زوجها لها بتصفيتها جسديا إن هي أخبرت عائلتها، إلى أن فاجأها نهاية الأسبوع المنصرم بهجومه الشرس عليها وهو في حالة هستيرية نتيجة تعاطيه وإدمانه على تعاطي المخدرات و«القرقوبي»، حسب إفادة الزوجة.

«طارق»، الزوج المعتقل، والبالغ من العمر 49 سنة، أنكر التهم الموجهة إليه، وقدم للشرطة والنيابة العامة روايته عما حدث، مؤكدا أنه هو من تعرض للتعنيف من قبل زوجته، التي طردته من البيت، فيما تقدمت عائلة الزوج بشكاية في مواجهة أخت الزوجة، وهي زوجة رجل أمن، اتهموها باستغلال نفوذه وتعريض ابنهم وشقيقته للإهانة والضرب والجرح.
لذي ضاع منها، ورتق أربطة كفها.
وفي الوقت الذي نقلت فيه الزوجة إلى المصحة الطبية، سارع الزوج إلى الدائرة الأمنية لحي الأطلس، وتقدم بشكاية ضد زوجته يتهمها بمهاجمته بواسطة «الكروموجين» وخدش وجهه وتكسير محتويات المنزل، بعدما استعانت بأفراد عائلتها وزوج أختها، وهو دركي، حيث هددوه باعتقاله ورميه في السجن.
وبعد أن تلقت الشرطة شكاية الزوج، فاجأهم حضور شقيق الزوجة الذي أخبرهم بأن أخته تعرضت لاعتداء عنيف من طرف زوجها، وأنها توجد بين الموت والحياة بإحدى المصحات الخاصة، حيث انتقل رجال الأمن، بإذن من وكيل الملك، وعاينوا حالة الضحية، وتنقلوا على الفور إلى بيت الزوجية، وعاينوا باب المرحاض وباب الحمام المكسرين، وشظايا الزجاج وبقع الدم تملأ أرضية البيت ومدخله من الخارج، كما حجزوا عبوة من الحجم الصغير للغاز المسيل للدموع «كروموجين».

وتم اعتقال الزوج وتقديمه في حالة اعتقال أمام نائبة وكيل الملك، ابتسام بكاوي، ورئيسة خلية الأطفال والنساء ضحايا العنف لدى المحكمة الابتدائية بفاس، التي أمرت بإيداعه سجن عين قادوس رهن الاعتقال الاحتياطي، في انتظار أول جلسة لمحاكمته يوم الأربعاء، بتهم جنحية تخص «الضرب والجرح»