تعيش (خ،س) بين الحياة والموت بقسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بفاس نتيجة تدهور وضعها الصحي ، اثر اصابتها بداء التهاب السحايا المعروف بالمينانجيت قرابة ال20 يوما ، إلى جانب طفل صغير أصيب بالداء ذاته فبل أيام .
فبين ضعف ذات اليد لأسرة التلميذة سمية التي تتابع دراستها بقسم الأولى باكالوريا عن ربيع يناهز 18 سنة ،و عدم توفر أسرتها الفقيرة على قرابة تمنحها فرصة الحصول على سرير بقسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي بفاس ، -كما جاء على لسان مصادر مجهولة ثم رفض استقبال التلميذة من طرف مسؤولي قسم المستعجلات بدعوى عدم توفر سرير شاغر لذيهم بالقسم.
استمعت أم سمية التي تشتغل كخادمة بيوت عند أستاذة جامعية بإحدى كليات فاس إلى نصائح من أشفق قلبهم لحالها، لتتوجه صوب المركز الصحي المعروف ب”كوكار”حيث تم استقبالها هناك ونتيجة تدهور حالتها الصحية وضعف الإمكانيات العلاجية للحالات الخطيرة و المستعصية بمرافق المستشفى المذكور، سيتم توجيه سمية إلى المستشفى الجامعي من حيث أتت لعل حال مسؤوليه يرفق لوضعيتها هذه المرة ويظفروا بسرير لعلاج ابنتهم الذي يزداد وضعها الصحي تأزما.
نقلت سمية على عجل ولخطورة وضعها الصحي تم إدخالها إلى قسم المستعجلات من جديد حيث تركت للحظات طويلة، أمام الوضع ذاته، تحركت عواطف أختها غضبا فاحتجت بشدة على طاقم المسؤولين ، حيث طالبت بضرورة توفير علاج لأختها من مرض يهدد حياتها .
صراخ الاخت و هاجس توفير ظروف جيدة استعدادا للزيارة الملكية المرتقبة لتدشين مرافق جديدة ستعزز البنية التحتية الصحية بالمستشفى الجامعي عجل بإدخال سمية إلى قسم العناية المركزة التي لازالت ترقد به إلى الآن .
وأكدت الأستاذة الجامعية مشغلة أم سمية في اتصال هاتفي أنهم رفضوا استقبال المريضة بدعوى عدم توفر المستشفى على سرير علاجي، إضافة إلى أن تكلفة العلاج- التي تستوجب إجراء تحاليل من راس سمية تتم بفرنسا- وهو مالم تستطع اسرة المريضة توفيره.
وتساءلت الأستاذة الجامعية في ذات السياق عن الكيفية التي يتم التعامل بها مع الحالات الفقيرة في بعض المرافق العمومية عامة و الصحية خاصة، وهي معاملة مهينة وصفتها ذات المتحدثة بالاحتقار، حيث شبهتها ب “تعامل الإنسان المهووس بالنظافة مع الذباب”.
في حين لازال ذوي النفوذ و المراكز الاجتماعية تحظى بالأسبقية وتسهيل الولوجيات للمرافق العمومية ، وهو ما عاينته المتحدثة على حد قولها أثناء مساندة ابنة مشغلتها في محنتها حيث تم استقبال وتوفير العلاج لمريض رافقته إحدى الشخصيات العسكرية، لتعطى له الأسبقية قبل سمية المريضة.
و نتيجة للحصرة، نتيجة عدم تمكنه من توفير العلاج لبنته لضعف ذات اليد، توفي عبد الرحمان خ عن عمر يناهز 50 سنة في الساعات الأولى لصباح يوم الثلاثاء الماضي ، بداخل سيارة أجرة صغيرة وهو في طريقه إلى المستشفى الجامعي للاطمئنان على صحة ابنته المهددة بالموت، في حين رجحت مصادر أخرى إصابته بأزمة قلبية مفاجئة عجلت بوفاته.