“مليونية الكرامة” الصحراوية تكسِر جدار الصمت في الجزائر و تطالب بإسقاط الحكومة

  لم تنفع الإجراءات الحكومية الجزائرية الترقيعية الرامية إلى ذر الرماد في عيون أبناء الجنوب الجزائري، من خلال وعود التشغيل و منح القروض غير الربوية و إعطاء الأولوية لأبناء الجنوب في التشغيل في منع شباب مدينة ورقلة (800 كيلو جنوب العاصمة) من الخروج إلى الشارع في “مليونية الكرامة”، التي يهدف من خلالها الجمعويون و الفاعلون و النشطاء المحليون المنظمون لها إلى تنبيه الحكومة إلى استفحال التهميش و المعاناة التي يتكبدها أبناء الجنوب، خاصة بعد وصف رئيس الحكومة لشبابها بـ”الشرذمة”.

  استفزاز رئيس الحكومة (عبد المالك سلال) للورقليين كان النقطة التي أفاضت كأس صبر معطلي الجنوب، و الذين طالبوا خلال المظاهرة التي عرفت تدخلا أمنيا عنيفا بإسقاط حكومة سلال التي اتهمومها بالفساد، و التي عرفت اعتقال عدد كبير من المتظاهرين القادمين من مدن اخرى على رأسهم المعارض الإسلامي علي بحاج. حيث ناهز عدد المشاركين وفق تقديرات من المنظمين عشرات آلاف المشاركين، رغم عدم وصول إمدادات بشرية أخرى قادمة من المدن المجاورة للمشاركة في التظاهر السلمي الذي كانت ساحة التحرير مسرحا له.

  حاول الإعلام الرسمي الجزائري منذ دعوة لجنة العاطلين إلى التظاهر ربط المظاهرة السلمية بأجندة و أهداف خارجية، بُغية تنفير الجنوبيين من الخروج إلى الشارع و المعروفين بوطنيتهم من خلال مواقف أجدادهم من تقسيم الجزائر على عهد الاستعمار، رغم تأكيدات المنظمين على سلميتها و ووطنيتها.

  عن جوهر القضية المثيرة لشباب ورقلة، فإن قانون التشغيل الجزائري الذي ينص أصلا على أسبقية الجنوبيين في التوظيف بالقطاع النفطي عرف خروقات بالجملة حرم هذه الشريحة من الشباب من حقهم الدستوري الذي استهترت به وكالات التشغيلالتي أفسدتها الرشوة و المحسوبية، إضافة إلى سوء تعامل الشركات الأجنبية مع الشباب الصحراوي الذي تصفه وفق (الخبر الجزائرية) بـ”الكلاب المدربة”.

  نظمت فعاليات شبابية بمدن جزائرية وقفات و مظاهرات تضامنية مع شباب ورقلة، مساندة لمطالبها الشروعة، و تنديدا بالاعتقالات التعسفية المنتهكة لحق المواطن في التعبير و التظاهر السلمي. هذا و قد رفع المتظاهرون شعارات تستنكر الاقصاء و التهميش و تسلط شركات النفط و عدم احترامها لقانون التشغيل، و هو ما اعتبره غيرما واحد من المحللين الجزائريين إيذانا بمرحلة جديدة من تاريخ الجزائر المعاصرة في ظل غياب أي تجاوب أو تفاعل من قبل الدولة الجزائرية مع مطالب شعبها في العيش الكريم.

   سجل متابعون طرائف من الإعلام الجزائري، فضمن تقرير  لقناة رشاد (أعلاه) قام صحفيون من تلفزيونالنهار بترهيب مواطنين جزائريين و تخويفهم للعودة إلى بيتوهم، ما دفعبالمنظمين إلى منعهم من الاستمرار في التغطية، فيما توقفت جريدة الشروق المعروفة في الجزائر بمخزنيتها عند رقم 500 كعدد للمشاركين في التظاهرة التي غطت ساحة التحرير بورقلة