اضطر العديد من العاملين قي قطاع التعليم وقطاع الصحة والجماعات المحلية العاملين سواء بالمجموعات المدرسية والمستوصفات الصحية الواقعة بمناطق بنفوذ جماعتي الولجة والجبابرة بإقليم تاونات إلى تنظيم “وقفة احتجاجية” صباح يوم الإثنين 18 مارس 2013 الجاري في منطقة يطلقون عليها إسم ” عقبة أولاد سليمان “ على الطريق الرابط بين فاس وجماعة الولجة الواقعة بنفوذ إقليم تاونات ، وانضاف إلى هؤلاء العديد من المواطنين من مستعملي هذه الطريق خصوصا أصحاب الطاكسيات الكبيرة حيث استمرت هذه الوقفة من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة والنصف ، احتجاجا على الوضعية المهترئة التي باتت عليها هذه الطريق زادت الأمطار الأخيرة من تفاقم وضعيتها .
ويأتي احتجاج هؤلاء الموظفين لكون هذه الطريق أضحت تشكل لهم ” مأساة تؤرقهم” في سبيل وصولهم إلى مقر عملهم، لكونها المعبرالرئيسي لهؤلاء الموظفين الذين يضطرون لقطعها يوميا ذهابا وإيابا من وإلى مقر عملهم سواء بالمجموعات المدرسية التابعة لنفوذ نيابة تاونات كما هو الحال م/م الولجة أو م/م أولاد سليمان او إعدادية الولجة وغيرها من المدارس والفرعيات المتواجدة بالمنطقة ، او بالمستوصف الصحي بالولجة وكذا الجبابرة بالإضافة إلى الموظفين العاملين بالمصالح الجماعية لهذه الجماعات .
ويهدف هؤلاء المحتجون من وراء هذه الوقفة إلى إثارة انتباه المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا إلى معاناتهم اليومية مع “الوضعية المنكوبة” التي بات عليها هذا المحور الطرقي، حيث يؤكدون على ان هذه الوضعية المهترئة ليست وليدة اليوم، بل إن هذا المحور يعاني من الإهمال منذ فترة طويلة ،”وكل ما في الأمر ان الأمطار الأخيرة زادت من تفاقم الوضع” يقول احد الأساتذة قبل ان يضيف ” يبدو أن هذا المحورلا يدخل ضمن أجندة المسؤولين بل إنه محور منسي والدليل على ذلك هو أني أعمل في المنطقة منذ اكثر من عشر سنوات، وأنا أعاني يوميا مع هذه الطريق “، غير “أنه اليوم أصبت بسبب تهاطل الأمطار أصبح المرور عبرها يشكل مغامرة… ” .
ويتساءل العديد من مستعملي هذا الطريق التي تربط فاس عبر حمرية والولجة ثم الورتزاغ وصولا إلى غفساي، عن سر التهميش والإهمال الذي يعرفه هذا المحور الطرقي في العديد من مقاطعه، وهو الطريق الذي يمر بتراب ما لا يقل عن أربع جماعات قروية، كما تعتبرمن أهم المحاور التي تربط سكان هذه الجماعات بمدينة فاس ، بل إن العديد منهم يتحدث عن الأضرار التي باتت تلحق سياراتهم من جراء “الحالة السيئة جدا” التي أضحى عليها هذه ا المحور بسبب الإهمال الذي طاله ونتج عنه انتشار الحفر العميقة والمتشتتة في مقاطع متعددة منه ، إضافة إلى أن الزفت أصيب جزء كبير منه بالإندثار ولم يتبق منه إلا شريط ضيق لا يتعدى عرضه مترونصف في أحسن الأحوال ، بل هناك مقاطع أصبحت غير معبدة على مسافات ليست بالقصيرة ، وتتخلله حفر عميقة ذات حافات حادة كما أن قارعة الطريق ” خطيرة للغاية “على مسافات طويلة بسبب هذا الإندثار وانجراف الأتربة والرمال التي كانت تحف الزفت من الجوانب، زادت من حدة هذه الخطورة غياب الصيانة اللازمة ، وهو الأمر الذي يهدد السائقين وسياراتهم بمخاطر حقيقية .
ويحكي مستعملوا هذا الطريق بمرارة عن الصعوبات التي تواجههم في السياقة خصوصا في هذا الفصل المطير، وأيضا عند التقاء سيارتين في اتجاهين معاكسين حيث يضطر أحد السائقين للتوقف في انتظار مرور الآخر مع ما يحمله ذلك من مخاطر على السيارة المضطرة للتوقف لكون صاحبها يكون مجبرا للخروج جانبا عن ما تبقى من معالم التزفيت التي عرفها هذا المحور في وقت من الأوقات ، وأصبحت بقايا هذا الزفت تهدد السيارات بأضرار وأعطاب محتملة في أي لحظة ، لأن جوانب قارعة الطريق أصبحت ذات حافات حادة بعد أن أزالت الأمطار والرياح تلك الأتربة والرمال التي وضعت تحت الزفت أثناء عملية ” تزفيت” هذا الطريق ، ورغم معالم بعض الإصلاحات الطفيفة التي عرفتها بعض المقاطع من هذا الطريق فإن آثار هذه الإصلاحات تظهر أنها سرعان ما تعرضت للتدهور والتخريب من جراء التساقطات المطرية وهشاشة الإصلاح .
ويتطلع مستعملوا هذا الطريق وخصوصا موظفوا الجماعات المحلية والمستوصفات الصحية ونساء ورجال التعليم الذين انتظموا خلال هذا اليوم في وقفة احتجاجية ، لأنهم يعتبرون أنفسهم ضحايا هذا المحور بحكم تنقلهم اليومي بين سكناهم ومقر عملهم بهذه المناطق بالإضافة إلى أصحاب سيارت الأجرة الكبيرة الرابطة بين غفساي ومدينة فاس الذين يشكل لهم هذا المحور الممر الرئيسي أن يبادر المسؤولون إلى إصلاح هذا الطريق للتخفيف من معاناتهم اليومية .