معترض سبيل مجوهراتي بفاس أمام غرفة الجنايات

أجلت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية فاس، أخيرا، النظر في الملف عدد 405/12، بعد أن استمعت إلى المتهم المعتقل والضحية وشاهدة تناقضت في أقوالها، ما جعل دفاع المتهم يعتبرها أنها تمهد لبراءة شاب ما زال موضوع مذكرة بحث، على خلفية حادث سرقة بعد إدانة زميليه.
ويتابع في الملف «ك. م» تلميذ في نهاية عقده الثاني، بتهم السرقة الموصوفة بالليل والتعدد والعنف والسلاح والضرب والجرح، بعدما كانت الغرفة أدانت زميليه بالسجن، في حين ما زال البحث جاريا عن صديق رابع لهم، بعد اتهامهم باعتراض سبيل تاجر مجوهرات قرب «رحبة الدجاج» بحي سيدي بوجيدة، والاعتداء عليه وسلبه 3500 درهم. وقالت الشاهدة أمام قاضي التحقيق إنها وصلت مساء يوم الحادث، إلى باب الفتوح عبر سيارة أجرة كبيرة قادمة من المنطقة الصناعية سيدي إبراهيم حيث تعمل بشركة للنسيج، وبينما هي مارة بدروب الحي، أثارت انتباهها ضوضاء ناتجة عن خلاف بين «ك. م» والضحية «ع. ك» تطور إلى تبادل للضرب والجرح قبل تدخل بعض المارة لفض هذا النزاع الدامي.
أما أمام هيأة الحكم فجاءت برواية مخالفة غيرت فيها مكان الحادث متحدثة عن نزاع وقع بباب الخوخة، إثر تدخل المتهم لمنع الضحية الذي قالت إنه كان في حالة سكر، من قضاء حاجته أمام سور المسجد، نافية أن تكون قد سمعت خبرا عن سرقته وسلبه مالا أو الاعتداء عليه.
وجاءت هذه الرواية متطابقة إلى حد كبير مع أقوال المتهم، الذي قال إنه كان في شتنبر الماضي رفقة أصدقائه الثلاثة بساحة الشهداء، قبل أن يفاجؤوا بمرور تاجر المجوهرات، في حالة سكر، وحاول قضاء حاجته قرب المسجد، ما أثار امتعاضهم ليتدخلوا محاولين منعه، داعين إياه إلى احترام حرمة بيت الله لينشب نزاع بين الطرفين.
واعترف بضربه، نافيا أن تكون الشاهدة حاضرة حينها أو له معرفة بها، فيما روى الضحية تفاصيل ما تعرض إليه من اعتراض سبيل من قبل الأشخاص الأربعة وسرقته والاعتداء عليه، مؤكدا أن «ك. م» ضربه بنصل السكين في أسفل وجهه، ما أدى إلى إصابته بكسر.
وقال دفاع الضحية إن موكله قضى شهرين كاملين تحت المراقبة الطبية والعلاج، مؤكدا أن «شهادة الشاهدة بعيدة كل البعد عن الواقع والمنطق»، مستغربا استدعاءها وتناقض تصريحاتها، ملتمسا الحكم للضحية ب50 ألف درهم تعويضا مدنيا.
والتمس ممثل النيابة العامة الإدانة، فيما قال دفاع المتهم، إنه كان في حالة دفاع عن نفسه بعدما تعرض إلى الضرب من قبل الضحية، مشيرا إلى أن «ك. م» تعرض إلى التعنيف لانتزاع أقواله لدى الضابطة القضائية، مؤكدا أن قاضي التحقيق عاين آثار ضرب على وجهه.