واجهت السلطات المحلية لمدينة فاس، أحد الأحياء الشعبية المعروفة بتنامي البناء العشوائي امتحانا صعبا بعدما استقدمت القوات العمومية لهدم ورش عشوائي في طور البناء في حي «عوينات الحجاج»، لكنّ أصحاب الورش هدّدوا بالدخول في «مواجهات» معها، وصعَد بعضهم إلى أسطح مجاورة في محاولة للمرور إلى عملية تنفيذ الوعد والوعيد..
وتجمهر العشرات من المواطنين لمراقبة الوضع عن كثب لعدة ساعات، بينما لجأت السلطات إلى تعزيزات أمنية للمرور إلى مرحلة الهدم، وتدخلت عناصر فرقة «مكافحة العصابات»، التابعة لمصلحة الشرطة القضائية في ولاية أمن فاس لاعتقال المتهمين بارتكاب مخالفات البناء العشوائي، والتي كانت تهدّد أجزاء من المِلك العام ب»الاحتلال».
وتشهد الأحياء الشعبية لمدينة فاس انتشار البناء العشوائي رغم وجود قوانين تجرّمه. وقد سبق لأحد رجال السلطة، رفقة بعض أعوانه، في أحد أحياء منطقة «جنان الورد» الشعبية أنْ تعرَّضَ لمطاردة متهمين بارتكاب «مخالفات ثقيلة» في عمليات بناء قطع أرضية غير مرخصة دون أي سند قانوني. وقد أصيب عون سلطة في هذه المطاردات.
وأدت هذه الاختلالات العمرانية إلى الإساءة إلى خدوش واضحة في معالم الأحياء الشعبية، تزيد من محنها الاجتماعية والأمنية، فيما يهدّد غياب أي معايير للبناء والتعمير سلامة ساكنة هذه الأحياء، جراء ما يهدّدها من انهيارات.
ورغم أن السلطات والمقاطعات عادة ما تعمد إلى تسجيل المخالفات وإيداعها لدى الجهات القضائية المُختصّة، ومراسلة المعنيين بالعمليات العشوائية، فإنّ مصير هذه المخالفات يبقى معلقا. ويتحدث المواطنون عن وجود معايير غير متكافئة في التعامل مع ملفات البناء العشوائي في عدد من الأحياء الشعبية في المدينة. وهو ذاته ما ردّده صاحب ورش البناء العشوائي في حي «عوينات الحجاج»، عندما صعد إلى السطح، واتهم السلطات والمنتخبين ب»غضّ الطرف» عن العشرات من مخالفات البناء العشوائي.
ويقترن حي «عوينات الحجاج» في المدينة بانتشار البناء العشوائي وتنامي الاعتداءات بغرض السّرقة والنشل.. ويعتبر من أكبر «النقط السوداء» محليا