قضت محكمة الاستئناف بأكادير بسنة حبسا نافذا في حق نجار يبلغ من العمر 52 سنة بعد إدانته بجنحة هتك عرض فتاة قاصر معاقة ذهنيا. وتعود حيثيات هذه القضية إلى إقدام الشخص المذكور على استدراج الفتاة القاصر لكونه يعتبرا جارا لأهلها من أجل الدخول إلى بيته، مدعيا أن زوجته موجودة بالداخل إلا أن الفتاة فوجئت بكونه كان وحيدا في البيت وصرحت بأنه مارس عليها الجنس إلى أن قضى منها وطره، حيث اغتنم غياب زوجته
كما أن الحادث تزامن ووقت صلاة الجمعة حيث تخف الحركة بالحي الذي يسكنه. وأثناء مواجهته بالمنسوب إليه أنكر المعني بالأمر التهمة الموجهة إليه جملة وتفصيلا، مدعيا أن أم الضحية هي من دبرت له هذه المكيدة، مشددا على أنه متزوج ولا يمكنه أن يقوم بمثل هذه الأفعال، وهو ما حذا بالمحكمة إلى أن تحكم ببراءته من المنسوب إليه في المرحلة الابتدائية. وبعد رفع القضية إلى مرحلة الاستئناف تم الاستماع من جديد إلى والدة الضحية، والتي أكدت أن ابنتها المعاقة أخبرتها بأن المعتدي قام باغتصابها ثلاث مرات وبأنه يهددها بالحرق بواسطة ولاعة، كما كشفت أن ابنتها تعرضت لافتضاض البكارة وأدلت في هذا الشأن بشهادة طبية تثبت ذلك، حيث تم عرض الضحية على المتهم مرة أخرى، فأكدت مرة أخرى أنه هو من اغتصبها.
وبعد دراسة عناصر القضية من طرف الهيئة القضائية تبين لها أن المتهم متشبث بإنكاره للواقعة، الأمر الذي تكذبه شهادة الضحية التي أكدت أن المتهم هو من قام بهتك عرضها، وبما أنها ظلت متشبثة بذات الشهادة خلال كافة مراحل التقاضي التي مر منها الملف، فقد شكل ذلك قناعة بأن الحكم الابتدائي القاضي ببراءة المتهم غير مؤسس من الناحية القانونية، خصوصا وأن أقوال الضحية متطابقة وتدعمها الشهادة الطبية، لذا قضت بمؤاخذة المتهم بسنة حبسا نافذا وخمسة آلاف درهم كتعويض عن الضرر لفائدة الضحية.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مقربة من عائلة الضحية أن هذا الحكم أثار استياءها، خاصة وأن المتهم لا يزال في حالة سراح كما أن الفتاة الضحية لاتزال تنتابها نوبات من الهستيريا عندما تمر من قرب منزل المتهم أو كلما تذكرت ما تعرضت له من اغتصاب، إذ تضطر والدة الضحية إلى ستر رأسها كلما مرت من الزقاق المحاذي لمنزل المتهم كما تظهر ذلك مجموعة من الصور التي حصلت عليها «المساء».