ممرّضون يقتحمون إدارة المستشفى الإقليمي في فاس احتجاجا على تدهور الخدمات

عاد فتيل الاحتجاجات ليشتعل، مرة أخرى، في المستشفى الإقليمي الغساني في فاس، المعروف لدى غالبية المرضى الذين يرتادونه بضعف خدماته وتدهور أوضاع استقبالهم فيه،
لكن الانتقادات جاءت هذه المرّة من «وسط الدار»، حيث نظم عدد من الممرضين، المنضوين تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقفة احتجاجية صباح أمس الخميس، وكسروا بشعاراتهم المناوئة لإدارة المستشفى هدوء المندوبية الإقليمية للصحة، والتي تتقاسم مع إدارة المستشفى الفضاء نفسَه، قبل أن يعمدوا إلى اقتحام إدارة المستشفى، لمواصلة إسماع أصواتهم الغاضبة للمسؤولين، الذين فضّل عدد منهم الإنسحاب من مقر الإدارة والمغادرة من بابها الخلفي..
وفي رسالة موجّهة إلى وزير الصحة، توصلت «المساء» بنسخة منها، لم يكتفِ النقابيون المحتجّون بالتنديد بتردّي الخدمات وتدهور التجهيزات، وتحدثوا عن عقد صفقات مناولة «مشكوك فيها»، ومنها صفقتا الوجبات الغدائية والنظافة. كما تطرّقوا لصفقات أخرى مرتبطة بالتجهيزات الطبية، وجاء في الرسالة أنّ الإدارة اقتنت تجهيزات تهمّ جهاز السكانير وتم تصنيفها ضمن خانة «التجهيزات المعلومياتية».. في محاولة لعدم التقيّد بمسطرة الصفقات العمومية. وبلغ إلى علم النقابيين، حسب الرسالة نفسها، أن الصفقة كلفت الإدارة ما يقارب 70 ألف درهم، فيما لا يتعدى الثمن الحقيقي لهذه التجهيزات 25 ألف درهم..
ولم يعد المرضى، رفقة عوائلهم، وحدهم من يشتكون من تصرّفات بعض حراس الأمن الخاص، ومن «تعسفاتهم» في بعض الحالات، بل امتدّ هذا الوضع ليطال حتى الممرضين، الذين يتعرّضون، حسب الرسالة، ل«تفتيش» من قِبل رجال الأمن الخاص.
وسبق للمستشفى أن عاش، في الصيف الماضي، على وقع تسرّب صور فاضحة لمرضى يوجدون في حالات إهمال واضحة، وبعضهم فارقوا الحياة بسبب تردّي وضعهم الصحي. واتهم النقابيون إدارة المستشفى بإعطاء تصريحات مغلوطة حول هذه الصور.
وسبق لعدد من المُمرّضين والأطباء أن دخلوا في وقفات أسبوعية احتجاجا على الاستغناء عن خدمات المدير السابق للمستشفى واستقدام المدير الحالي من مدينة العيون، بقرار من وزيرة الصحة السابقة، الاستقلالية ياسمينة بادو.
وينتمي المدير الحالي للمسشفى إلى حزب الإستقلال، وهو الحزب الذي يُهيمن على عدد من مناصب المسؤولية «الثقيلة» في قطاع الصحة في جهة فاس

m_fesnews