في خطوة مثيرة، عمدت أسر كانت تقطن في بنايات عشوائية مهددة بالانهيار بحي «جنان القادري» بالحي الشعبي «جنان الورد» بمدينة فاس إلى إطلاق اسم «مخيم اللاجئين» على عدد من «الخيام» المنسوجة بالبلاستيك
وبعض الأغطية المنزلية، بغرض إيوائهم في انتظار إيجاد حلول لإيوائهم بعدما زرعت الانهيارات المتتالية الرعب في نفوسهم، وقامت السلطات المحلية بإفراغهم بالقوة من البناية.
وقام سكان البناية، منتصف الأسبوع الماضي، بتحرير رسالة للسلطات، يوردون فيها أن بنايتهم أصيبت بتشققات وتصدعات، وفي الصباح الباكر لليوم الموالي جندت السلطات عناصرها لإفراغهم. ووجدت 13 أسرة تقطن بالعمارة العشوائية نفسها في الشارع. وبدا الأطفال والشيوخ منهكين وسط الخيام بسبب موجة البرد التي تجتاح المنطقة، في الأيام الأخيرة. ووجد عدد من التلاميذ أنفسهم مجبرين، أمام هذا الوضع، على مقاطعة الدراسة. فيما تعيش الأسر المعنية على تضامن الجيران والمحسنين.
وقالت المصادر إن السلطات المحلية سبق لها أن حررت قرارات إفراغ في سنة 2001 في حق البناية رقم 15 بالزنقة رقم 32 بحي «جنان القادري». ولم تدفع هذه القرارات ساكنة البناية إلى الرحيل، في ظل الهشاشة الاجتماعية التي يعاني منها عدد من سكان الأحياء الشعبية المحيطة بالمدينة. لكن الانهيارات التي وقعت، في الآونة الأخيرة، بجوار بنايتهم، دفعتهم إلى إفراغها، لكنهم قرروا إحداث «مخيم» لمطالبة السلطات بإيجاد حل لإعادة إسكانهم.
وذكرت المصادر بأن السلطات المحلية قامت برصد مبلغ مالي محدد في 60 ألف درهم للأسر المعنية بقرارات الإفراغ، وهو العرض الذي قبلته بعض الأسر، فيما رفضته أسر أخرى وطالبت ب«الحق في السكن»، دون الزج بها في قروض بنكية يوردون بأن من شأنها أن تثقل كاهلهم، وتزج بهم من جديد في الشارع، نتيجة العجز عن الأداء.