عندما صممت «أبل» هاتفها «آي فون» الأصلي كانت حصتها في السوق صفرا، ولم يكن هناك ما تخسره إذا ما قررت المغامرة، وكانت النتيجة أن الهاتف حفل بأفكار جريئة جدا.
ومع تحول «آي فون» إلى رمز كبير، وبات يحتل أهمية كبيرة لدى الشركة، تضاءل حماس الشركة في زيادة تطوير أمورها، فلماذا تشرع في العبث بمنتجاتها المهمة؟ وهذا الفتور فتح لـ«سامسونغ» الباب الذي تحتاجه. فقد ذهب هاتف «غالاكسي إس فون» يلاحق «آي فون»، فاتحا نيرانه ومدافعه ليصبح بين ليلة وضحاها من الأجهزة الخليوية المهمة بحد ذاته.
* هاتف معدل
* وقررت «سامسونغ» تكبير الشاشة، ومحاولة إطلاق الإشارات عن طريق اليد، والتعرف على حركة العينين. واليوم أصبح «غالاكسي إس4» Galaxy S4 الجيل الرابع، من أفضل مبيعات «سامسونغ». والطريف هنا أن الشركة قررت العمل بطريقة مأمونة.
الهاتف ما يزال جميلا، وذا قدرات «أندرويد» عالية. لكنه في الواقع هو عبارة عن هاتف «غالاكسي إس3» معدل. ولو كانت «أبل» هنا لتضيف حرف «إس»، للإشارة إلى أنه طراز معدل («آي فون 4إس» على سبيل المثال)، لكانت «سامسونغ» قد دعت هذا الهاتف «غالاكسي إس3 إس».
و«إس4» هو بحجم «إس3» (أنحف في الواقع من الأخير بمقدار سبعة أعشار المليمتر الواحد). ومع ذلك ما يزال كبير الحجم، وأضخم من بطاقة الفهرسة، وهو جيد لعرض للخرائط والأفلام السينمائية، لكنه رديء بالنسبة للأيادي الصغيرة.
وهو ما يزال يصنع من البلاستيك الخفيف الوزن الذي يمكن الإمساك والقبض عليه جيدا، لكنه ليس بأناقة «آي فون»، أو المعدن المستخدم في هاتف «إتش تي سي». وإذا كنت تحمل واحدا منه، فلا أحد بالمكتب سيلاحظ أنك اقتنيت الأحدث والأفضل.
وقد تمكنت «سامسونغ» من حشر أفضل المكونات داخل رقاقة من دون زيادة الحجم. وأضحت الشاشة البراقة العالية الوضوح بقياس خمس بوصات أفقيا، أكثر ارتفاعا من 4.8 بوصة، كما أن الحوافي تقلصت وانكمشت.
أما البطارية فهي أكبر بمقدار 20 في المائة، وهذا لا يعني بالضرورة تحسنا كبيرا على صعيد الحياة اليومية للبطارية، نظرا لأن الشاشة الكبيرة تستهلك المزيد من الطاقة. لكن من حسن الحظ يمكن فتح اللوح الخلفي لوضع بطارية جديدة مشحونة، وهو أمر لا يمكن القيام به على هاتف «آي فون» من دون وجود جهاز شحن. كما يمكن في «غالاكسي» توسيع سعة التخزين عن طريق بطاقة ذاكرة، مما يجعل «آي فون» يراقب كل هذه الأمور بحسد.
* مزايا برمجية
*ومن التغييرات الأخرى في «إس4» المزايا البرمجية. فقد كانت مقاربة «سامسونغ» هذه المرة أكثر من أي وقت سابق على صعيد التصميم، أي «إلقاء كل ما هو موجود في الجعبة، ولنر ما الذي سيبقى». إذ ينعدم وجود أي رواشح، كما لا يوجد هناك تناسق، أو تماسك، أو حتى اتجاه موحد، بل فقط حمولة كبيرة من الميزات الصاخبة. ومن الأمثلة على ذلك:
* لف ذكي للصفحات: يتوقع جهاز «إس4» حركة العين ويتعقبها، وهو على غرار سلفه يمكنه التعرف على عينيك، وبالتالي تخفيف إضاءة الشاشة لدى النظر بعيدا، وذلك لتوفير استهلاك البطارية. وفي تطبيق الفيديو يتوقف الجهاز ويجمد عندما تحول نظرك عنه.
والأفضل من كل ذلك تحريك الصفحة نزولا أو صعودا مع إمالة الرأس، أو الهاتف قليلا من دون استخدام اليدين، وهو تحايل لا يصدق، لكنه يبقى ابتكارا رائعا.
* بالإشارات، لا باللمس: قم بالتأشير على الشاشة من دون لمسها لرؤية مسبقا ما يبرز منها. ومثال على ذلك قم بالتأشير على مربع التقويم، وجدول المواعيد لرؤية ما يبرز منها من مواعيد ذلك اليوم، أو على الصورة الصغيرة الموجودة في غاليري الصور لرؤيتها بالحجم الكامل. لكن لسوء الحظ فإن مثل هذه المزية غير متناسقة، فلماذا هي تعمل في برنامج البريد مثلا، وليس في برنامج «جيميل»؟
* الإشارات الهوائية: يقوم المستشعر برؤية إشارات يدك، وهي ميزة تضيف فعلا فائدة كبيرة لدى تناولك الطعام، وفقا إلى «سامسونغ». ويمكن تحريك صفحة الإنترنت، أو رسالة بريدية إلكترونية صعودا ونزولا عن الرفرفة باليد، أو قبول مكالمة هاتفية واردة عن طريق تلويحها. وعندما يكون الهاتف مقفلا في الظلام، فإن التلويح ينير الشاشة ما يكفي لرؤية الوقت، ومقياس البطارية، والأيقونات الخاصة بالتبليغ والإخطار.
* المترجم إس: من المفترض أن يكون هذا التطبيق للترجمة الشاملة ضربا من الخيال العلمي، إذ يكفي أن تطبع، أو حتى تتكلم بإحدى اللغات ليقوم الهاتف بعرض، أو النطق بالترجمة بلغة أخرى، أشبه بصفحة الترجمة في «غوغل». لكن الهاتف يحول الكلام إلى خليط عجيب، وهذا قبل محاولته الترجمة.
* مآخذ على الهاتف
* ولا تعمل مميزات التعرف على الكلام سوى في تطبيقات معينة. ومعرفة أي منها قد يستغرق بعض الوقت. ويأتي بعضها مشغلا سلفا، وبعضها الآخر مغلقا. والقرار هنا كيفي واعتباطي. فلدى القيام لأول مرة بتشغيل جهاز «إس4» تقدم لك لائحة بها مع الشروحات، لكن جهازي «إس4» تجاهل بعض اختياراتي.
ولم يكن هذا العيب الوحيد. فقد كان جهازي يتوقف عن العمل وينهار بشكل دائم ليخذلني لدى استخدامي تطبيق الكاميرا، أو صفحات الإعداد والتنظيم ومتناسيا فورا التفضيلات التي أختارها.
والكاميرا هنا جيدة، لكن صور 13 ميغابيكسل لينة بعض الشيء، وخافتة الضوء ومشوشة. وقد تعرض تطبيق الكاميرا للتحول والتغيير أيضا، متبعا الفلسفة ذاتها على صعيد الخاصيات، وهي أن جميع الأمور مقبولة. ويمكن التقاط الصور الساكنة خلال تسجيل الفيديو. ويقوم البرنامج بإنتاج لقطة مركبة واحدة، وعرض عدة نسخ منها في مراحل حركتها المختلفة.
ويمكن أيضا في الصور المتحركة إنتاج فيلم، مع طلاء بعض أقسامه التي ترغب أن تبقى جامدة لا تتحرك، في حين تبقى الأقسام الأخرى متحركة.
أما بالنسبة إلى إطارات الصور، فهناك التي على شكل القلب، والطابع البريدي، وعين السمكة. وثمة خاصية كبيرة هنا، فعن طريق الكاميرتين الأمامية والخلفية، يمكن إجراء مقابلات مصورا المضيف والمستضيف معا.
هنالك ثلاث شاشات مدخل رئيسية لدى استخدام ما يسمى بـ«النمط السهل»، حيث الرموز والأيقونات الموجودة عليها كبيرة وواضحة، لكنها قليلة العدد. وتقول «سامسونغ» إن هذا النمط مخصص للأشخاص المسنين الذين يفضلون المهام البسيطة والرموز الكبيرة الواضحة.