تقول دراسة حديثة إن أكثر من نصف أنواع النباتات الشائعة وثلث الحيوانات من المتوقع أن تشهد انخفاضا خطيرا في نطاقاتها البيئية بسبب تغير المناخ.
وتفيد الدراسة التي نشرت بمجلة تغير مناخ الطبيعة “Nature Climate Change” بأن التنوع البيولوجي حول العالم سيتأثر بشكل كبير إذا ارتفعت درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين، لكن العلماء يقولون إن هذه الخسائر يمكن الحد منها إذا تم اتخاذ تدابير عاجلة للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقام فريق دولي من الباحثين بالنظر إلى تأثير ارتفاع درجة الحرارة على نحو 50 ألف نوع من الأنواع الشائعة من النباتات والحيوانات.
وقد فحص الباحثون السجلات الخاصة بدرجات الحرارة وسقوط الأمطار في البيئات الطبيعية التي تعيش فيها هذه الأنواع من النباتات والحيوانات، وحددوا الأماكن التي ستظل مناسبة لها للعيش في ظل عدد من السناريوهات المختلفة للتغير المناخي.
ويتوقع العلماء أنه إذا لم تبذل جهود كبيرة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن درجة حرارة الكون البالغة 2100 درجة ستؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار أربع درجات فوق مستويات ما قبل المرحلة الصناعية.
وتقول الدراسة إنه وفقا لهذا النموذج، فإن نحو 34 في المئة من أنواع الحيوانات و57 في المئة من النباتات ستفقد أكثر من نصف النطاقات المعيشية الحالية الخاصة بها.
وقالت ريتشيل وارين من جامعة إيست أنغليا إن هذا سيحدث تأثيرات كبيرة على كل إنسان على سطح هذا الكوكب.
وأضافت: “تتوقع الدراسة التي قمنا بها أن التغيرات المناخية ستقلل بشكل كبير من التنوع في كل الأنواع الشائعة (من النباتات والحيوانات) الموجودة في أغلب مناطق العالم، وستؤدي هذه الخسارة في التنوع البيولوجي على المستوى العالمي إلى إضعاف كبير للمحيط الحيوي (لهذه الأنواع) ولخدمات النظام البيئي التي يقدمها.”
وتابعت: “سيكون هناك أيضا تأثير كبير على البشر لأن هذه الأنواع تمثل أهمية بالنسبة لأشياء عديدة مثل الماء، وتنقية الهواء، والتحكم في الفيضانات، والدورة الغذائية، والسياحة البيئية.”
وستكون الآثار المتوقعة على هذه الأنواع من النباتات والحيوانات كبيرة في بعض المناطق من العالم مثل منطقة جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا، وأمريكا الشمالية، ومنطقة الأمازون، واستراليا.
ومع ذلك، يقول الباحثون إنه إذا وصلت الانبعاثات العالمية إلى ذروتها في عام 2016، واستقر ارتفاع درجة الحرارة عند درجتين مئويتين فقط، فهذا قد يحد من الخسائر بنسبة 60 في المئة.
وقالت وارين: “إن الخبر السار هو أن دراستنا تقدم أدلة جديدة تشير إلى أن التحرك السريع للتقليل من غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى يمكن أن يمنع فقدان التنوع البيولوجي من خلال خفض معدل ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فقط بدلا من أربع درجات.”
وأضافت: “وهذا من شأنه أيضا كسب الوقت، لمدة تصل إلى أربعة عقود، من أجل تكيف النباتات والحيوانات مع الدرجتين المتبقيتين من التغير المناخي.”