قراءة في الصحافة العالمية ليوم الخميس 6 يونيو 2013

نبدأ بالملف السوري، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس استخدام غاز السارين في سوريا. تأكيد أعاد الحديث عن تدخل عسكري أجنبي في البلاد، خاصة وأن الولايات المتحدة، كانت قد أكدت أن استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري يعتبر خطا أحمر قد يترتب عنه تدخل عسكري، يُذكّر فابريس روسلو في افتتاحية صحيفة ليبراسيون الفرنسية. لكن الكاتب يقول إن هذه التصريحات لا ثِقل لها، لأن لا أحد اليوم قادر على التدخل عسكريا في سوريا، والدليل أن واشنطن سارعت، بعد تأكيد فابيوس، إلى المطالبة بأدلة إضافية، وهو ما يُعبّر، بحسب الكاتب، عن جنوح المجتمع الدولي إلى حل دبلوماسي، قد يفرزه مؤتمر جنيف الذي لم يُحدد توقيتُه بعد، وهو أيضا ما يجعل من الرئيس السوري الفائز الوحيد لحد الآن
 

الرئيس السوري الذي يبدو أن ظنه خاب، بعد تصريحات حليفه الروسي فلاديمير بوتين على هامش لقاء مع الاتحاد الأوروبي، حين أكد بوتين أن بلاده لم تُسَلّم حتى الآن صواريخ إس 300 إلى سوريا، في الوقت الذي كان فيه بشار الأسد قد أعطى انطباعا، قبل أيام في مقابلة تلفزيونية، وبحسب صحيفة القدس العربي، أن بلاده تسلمت الدفعة الأولى من هذه الصواريخ.
الصحيفة تتساءل إذن، عن دور إسرائيل وراء تصريحات بوتين المناقضة لتصريحات الأسد، وتعتبر أن زيارة بنيامين نتانياهو الخاطفة إلى موسكو، ربما قد أتت أُكلها وحثت موسكو على عدم تسليم الصواريخ لسوريا كما كانت قد حثتها على عدم تسليمها لإيران في السابق.

موضوع تركيا، مازال يهيمن على عناوين الصحافة العالمية، بعد ستة أيام من اندلاع المظاهرات. والكل يُقدم قراءته لما يجري في تركيا بحسب موقفه السياسي، يكتب عبد الرحمان الراشد في صحيفة الشرق الأوسط. فالإيرانيون والنظام السوري يعتقدون أنها نجدة إلهية في وقت عصيب لإنقاذ بشار الأسد، فإذا قامت الثورة في تركيا، سهُل قمع الثورة في سوريا. والإسرائيليون، يرون أن إردوغان يمثل مشكلة وسيكرر البحث عن شعبية على حسابهم، إضافة إلى القوى الليبرالية العربية، التي هي ليست ضد إردوغان، بل ضد الإسلاميين العرب الذين يتمسحّون بعباءته ويَنْسُبون نجاحاته لفكرهم.

وعن الموضوع اتركي أيضا، كتبت عدة صحف، عما وصفته بالنزعة الاستبدادية والسلطوية لرجب طيب إردوغان. صحيفة الواشنطن بوست مثلا، شبهت طريقة تعامله مع المتظاهرين بطريقة تعامل فلاديمير بوتين، كما شبهت طريقة اتخاذه للقرارات، بالحكومة المصرية التي تعتقد كإردوغان بأن حصولها على الأغلبية في البرلمان يسمح لها بتمرير ما تريد.

وأمام هذه النزعة، جاءت مظاهرات إسطنبول لتشهر البطاقة الصفراء في وجه إردوغان، تكتب صحيفة نيويورك تايمز، وتَدفَعَه للتفكير مليا قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالحياة اليومية للمواطنين لا حقا وتَحُثَّه على العودة إلى أجندته الإصلاحية، وتحبيذ الحوار، حتى مع أولئك الذين لم يصوتوا لصالحه.

الصحف المصرية من جهتها، مازالت تركز على موضوع سد النهضة الذي قررت إثيوبيا إنشائه على النيل الأزرق وهو ما ترفضه مصر. أغلب المقالات استعلمت لهجة تحذيرية ضد إثيوبيا، كمقال مسعود الحناوي في صحيفة الأهرام، بعنوان: الشيطان الإثيوبي. مقال يعتبر فيه الكاتب أن التفاوض لن ينفع مع إثيوبيا، لأنها لم تنتظر نهاية المفاوضات للشروع في بناء السد، وأنه على مصر أن تكون جاهزة لكل الاحتمالات، لأن الأمر يتعلق بمسألة حياة أو موت لمصر وأهلها

بنبرة تحذيرية أيضا، اعتبر عامر عبد المنعم في صحيفة المصريون، أن ما تقوم به إثيوبيا، ليس تحركا عفويا وإنما عملية سطو جديدة على نهر النيل من قبل مجموعة واسعة من الشركات الأمريكية والأوروبية بدعم مباشر من البنك الدولي ومؤسسات التمويل الدولية

في حين اعتبر صلاح منتصر، في صحيفة الأهرام، أن ذلك من حق إثيوبيا التي تفوق مساحتُها مساحة مصر ومن حق شعبها الذي يسعى إلى النمو والتقدم وأنه على مصر مساعدتها وإلا ستكون غلطة إذا تُركت إثيوبيا في أيدي من يريد استخدامها خنجرا في ظهر مصر

ومن مصر إلى الجارة ليبيا، حيث كشفت عناصر الاستخبارات الفرنسية، عن وجود ثلاثة مراكز لتدريب المقاتلين قبل التحاقهم بسوريا والساحل. هذه المراكز تتواجد جنوبِي ليبيا، بحسب صحيفة لوكنار أونشيني الفرنسية، وقادرة على استعابة ثلاثمئة مقاتل. أحدها يتم فيه التدريب على استعمال السيارات المفخخة في حين يتلقى المقاتلون في المركزين الآخرين تدريبات على فنون القتال واستعمال المتفجرات. ويشرف على تدريبهم، معلمون من مصر واليمن وباكستان.