نبدأ بالملف السوري، وتطور الصراع إلى الحدود مع إسرائيل بعد سيطرة الجيش السوري على معبر القنيطرة الحدودي في مرتفعات الجولان. تطور يَقْلِب حسابات إسرائيل ويجعلها تعيد النظر في خِيارتها، يكتب جودي رُودُورين في صحيفة نيورك تايمز. الكاتب يتحدث عن حالة الشلل التي أصابت المجتمع الإسرائيلي بعد هذا التطور. فإسرائيل يُذكّر الكاتب لم تكن تريد التدخل في النزاع السوري، لكن هذا التطور الذي يأتي على بعد أسابيع من تعهد حزب الله بتسهيل الهجوم على إسرائيل من مرتفعات الجولان، يجعلها تحذر من جديد بأنها لن تتردد في حماية مصالحها ومن بينها وقفُ مرور السلاح لحزب الله والجماعات المتشددة عبر الجولان.
وفي الاتجاه ذاته، يكتب دان مارغاليت في صحيفة إسرائيل هايوم، أن إسرائيل لا تتدخل بعد في سوريا، بالرغم من هذا التطور الميداني، لأنها لا تعرف أي القرارت سيكون صائبا. فدخول حزب الله إلى التراب السوري لمواجهة المعارضة السورية، يقلص قدرات الحزب القتالية على الحدود مع إسرائيل ويُساهم في استعادة النظام السوري سلطته على البلاد من جديد وهو ما تفضله تل أبيب، بدل مواجهة مجموعات متعددة على حدودها.
ومع الملف السوري أيضا، وموضوع سيطرة الجيش النظامي على منطقة القصير، الذي مازال يجد صداه في الصحافة العالمية، مع تزايدِ للحديث عن فترة ما بعد القصير. السيناريوهات كثيرة، لكنْ، كلُّها تفيد بأن الحرب مستمرة على الأرض السورية بمشاركة أكثر كثافة وتورطاً لحزب الله، يكتب وليد شقير في صحيفة الحياة، خاصة وأن الحل السياسي للأزمة يتأخر، بسبب عدم حسم الولايات المتحدة وتشبث طهران وموسكو ببقاء الأسد في السلطة. وهو ما يجعل حتى من التوافق على مؤتمر جنيف الثاني، مجرد مناورة روسية لدفع المعارضة السورية للاستسلام من جهة، وتمرير أمريكي للوقت لاحتواء النزاع وتفادي توسُّعه إقليميا وتهديد أمن إسرائيل، من جهة ثانية
وفي الموضوع ذاته، يركزمحمد أبو رمان في صحيفة الغد الأردنية، من جهته، على التحلل الأخلاقي الذي جسدته معركة القصير، من خلال خطاب نصر الله المُخجل، وتذكية النعرة الطائفية بين الشيعة والسنة في خطاب يوسف القرضاوي ضد الشيعة، بالإضافة إلى ما نشهده، يقول الكاتب، من شتائم واستسهال للقتل والذبح بأبشع أنواعه وانعكاس ذلك على أصول الحوار الذي بات يجنح نحو إشهار سلاح التخوين والاتهام بين بعضنا البعض وهو ما يُعتبر، في حد ذاته، من أعراض الحرب الأهلية، يقول الكاتب.
إلى موضوع آخر، وبعد جولة مغاربية، إردوغان يعود إلى تركيا التي لم يعد إليها الهدوء في ظل استمرار المظاهرات. مظاهرت عصفت بصورة وهيْبة إردوغان في الداخل والخارج نقرأ في صحيفة لييبراسيون الفرنسية. وخير دليل على ذلك، تفاصيل جولته المغاربية، إذ لم يتم استقباله في المغرب من طرف الملك، في حين استُقبل في تونس وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب مظاهرات مؤيدة للمتظاهرين في ساحة تقسيم. مكانة إردوغان، تضيف الصحيفة، تزعزت حتى داخل حزبه حين أعلن الرئيس عبد الله غول، والذي أراد النأي بنفسه عن تعنت رئيس وزرائه، أن الديمقراطية لا تعني فقط الفوز في الانتخابات .
وفي فلسطين، الحكومة الجديدة أدت أمس اليمين القانونية في رام الله وسط انتقادات فلسطينية وإسرائيلية لها. لأنها لن تغير شيئا في الواقع، يكتب هاني عوكل في صحيفة الأيام الفلسطينية، فهي لا تمتلك أدوات التغيير إلا في إدارة الوضع الداخلي وتعيين وحجب الراتب عن ذا وذاك، أما السياسة الخارجية فهي متروكة لمحمود عباس. ومن ثم يمكن القول إنها فقط حكومة تسيير أعمال تشبه سابقَتَها، كما أنها تعزز الانقسام الفلسطيني، لأن حماس رفضتها
من جهتها صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، رحّبت بعدم تعيين رئيس وزراء من حماس في إطار المصالحة الفلسطينية، لكنها تتساءل عن ترحيب واشنطن بتعيين رامي الحمْد الله في منصب رئيس وزراء، نظرا لافتقاد الحْمد الله للتجربة السياسية وعدم قدرته على الوقوف في وجه محمود عباس، في الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود لإعادة الجانب الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات.
في فرنسا، عناوين الصحف لهذا اليوم، ركزت على الأجواء السائدة في البلاد بعد مقتل شاب من اليسار المتطرف على يد شبان من اليمين المتطرف. بعض الصحف ربطت بين هذا الحادث والمظاهرات التي شهدتها فرنسا في الأشهر الأخيرة، مظاهرات معارضة ومؤيدة لزواج المثليين وتسببت في خلق أجواء سَلبية، مُقرفة،بحسب صحيفة لومانيتي الفرنسية اليسارية
أجواء تتجسد في زيادة عدد الاعتداءات على الأفراد، والتي يقف وراءها أتباع اليمين المتطرف على الأفراد، كما نقرأ في صحيفة سود ويست.
نعود إلى سوريا، ومن نعمة الثورة على تجار السيارات الفارهة، انتعاش مبيعاتهم منها، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. سيارات رباعية الدفع عادة وتباع في معارض تنظم في الهواء الطلق في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ويشتريها في الغالب، ثوار يُزَيّنون زجاجها الخلفي بعبارة «اللهُ أكبر» وزجاجها الأمامي بعلم الثورة. وتأتي هذه السيارات من أوروبا وتمر من بلغاريا ورومانيا والحدود التركية. ولشراء هذه السيارات لا يحتاج المشتري إلا للمال، خاصة وأن ثمنها انخفض مع تَوافُرِها نتيجة تحرر السوق المنغلقة اقتصاديا في السابق.