الشغلُ الشاغل اليوم هو طبعاً الانتخاباتُ الرئاسية الإيرانية التي تُعقد غداً.. ومع الصمتِ الانتخابي المطبَق، يطبِقُ المرشدُ الأعلى السيطرة على الانتخابات، تعنون يومية لوموند الفرنسية.. مرشّحون ستة من لونٍ واحد.. دليلٌ على تخوّف آية الله علي خامنئي من نهايةٍ محتملة لسلطته.. فمنذ العام ألفين وتسعة.. حين انتفض الشارعُ الإيراني ضدَ فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.. ظهرت الأصوات المناهضة لولاية الفقيه تظهر، وقد وصل صداها إلى الطبقة السياسية التي شهدت تباعداً بين الرئاسة والمرشد الأعلى.. لكنّ خامنئي هو الآمرُ الناهي، تقول لوموند، وهذا ما أثبته عبر مرشّحيه..
آية الله علي خامنئي، حرِص هذه المرّة، على أن لا يحمل أيٌ من المرشحّين أملاً حقيقياً بالتغيير.. تفادياً لتكرار تظاهرات عام ألفين وتسعة، تقول غارديان والتي تعنون “أن أقترع او لا أقترع”.. اليومية البريطانية رصدت حالة إحباطٍ عام في الشارع الإيراني الذي أدرك أنّ الاحتجاج لن يأتي نفعاً في إيران.. ولذلك التحدي الحقيقي في هذه الانتخابات هو نسبة المشاركة، والتي توقعت استطلاعات الرأي الحكومية أن تصل إلى أربعةٍ وسبعين في المئة
هآرتز الاسرائيلية ترى من جهتها أن الانتخابات قد تكون مملة، لكنّ ما بعدها سيكون مرحلةً حماسية.. فإيران غارقةٌ في أزمة اقتصادية، وسياسية، محلّية ودولية، بسبب سياسة أحمدي نجاد، تقول هآرتز.. والسياسة التي سيتّبعها الرئيسُ الجديد ستكون دليلاً عمّا إذا كان آية الله قد فهم أنّه حان وقت التغيير.. رأي معاكس لاندبندنت البريطانية، التي ترى أنَ رحيلَ أحمدي نجاد لن يأتي بأيِ تغيير، فالسياسة الخارجية تقول اليومية، لطالما كانت رهناً بمشيئةِ المرشد الأعلى..
ورهنَ إشارةِ المرشد الأعلى، يسيرُ مستقبلُ سوريا، يقول ابراهيم درويش في القدس العربي، فإيران هي المنتصر الأكبر حتى الآن في الحرب السورية..
هذه الحرب التي تكرّس أكثر وأكثر الانقساماتِ الطائفية والمناطقية في سوريا، تقول وال ستريت جورنال.. اليومية تسرد لنا آخر التطورات الميدانية، ومنها طبعاً دير الزور، التي تظهر الحقد المذهبي الذي يتفشّى بين السنة والشيعة، خصوصاً بعد معركة القصير.. هذه المعركة التي أعلنت أنّ تسليحَ المعارضة السورية بات أمراً ملحّاً، تُجمِع الصحافة الأمريكية..
ليبراسيون الفرنسية، تعنون “كيف كتم حزبُ الله أنفاسَ مقاتلي المعارضة في القصير”.. اليومية تنقل شهادة مقاتلين من حزب الله اللبناني شرحوا أنّ قوّأت التدخل الخاصة مؤلّفة خصوصاً من شباب بين الثامنةَ عشر من العمر والثمانيةٍ وعشرين، لضمان سرعتهم في الحركة.. هؤلاء موزّعون بين قنّاصة، وبين مقاتلين دخلوا الأحياء حيّاً حياً، بعد قصف القوّأت السورية.. هذه هي السياسة المتّبعة، سياسة الرض المحروقة، وحزبُ الله لن يخرج من سوريا قبل تطهيرها كلّياً، أكّد أحد مقاتلي حزب الله ليومية ليبراسيون الفرنسية
نصري الصايغ يطل علينا مرّة جديدة هذا الأسبوع في يومية السفير في مقالٍ يذكّر بمعاناة الناس.. لكن يتناول الأبعاد السياسية.. الصايغ يقول إننا بحاجة إلى التعرف على الحقل السياسي الجديد، فنحن أمام عالمٍ عربي ينهار.. يدخل في مخاض، ولا شي يشي بأن مولودَه سيكون معافى.. لا دليلَ البتة على أن من هذا الركام سيبقى حيكلٌ صالحٌ لدولة.. دائماً وفق تعبير نصري الصايغ
وعن ما يصلح لدولة.. يدور الجدل في الجزائر حول صحة الرئيس بوتفليقة.. بعد أوّلِ ظهورٍ تلفزيوني له منذ إدخاله المستشفى للعلاج من جلطة دماغية.. يومية الفجر الجزائرية عنونت “أوّل صور بوتفليقة تضع حدّاً للإشاعة”.. وحدة الحازم تكتب في الافتتاحية أنّ هذه الصور تضع حدّاً على الأقل لإشاعة تآمر المؤسسة العسكرية على الرئيس بوتفليقة.. لكنّ هذه الصور لم تجيب السؤال الأهم تقول الحازم: متى يعود بوتفليقة إلى الجزائر؟ ومتى يعود إلى الحكم؟
الخبر الجزائرية رأت من جهتها أن صور الرئيس تكذّب التطمينات.. صورٌ صامتة، تظهر صمت الرئيس أيضاً، يجلس مستمعاً فقط، ويواجه صعوبة في تحريك يده اليسرى مثلاً.. الصور تنفي خبر وفاته، تقول اليومية، لكنّها لا تحسم الجدل حول قدرته على أداء وظائفه كرئيسٍ للجمهورية
إلى جدلٍ آخر، جدل تعاطي إردوغان، رئيس الوزراء التركي، مع المتظاهرين.. انترناشونال هيرالد تريبون.. تقول إنّه تحت صورة كمال أتاتورك على ساحة تقسيم حاول اردوغان أن يختبئ ليغري المتظاهرين بالحوار من جهة ويرسل الشرطة لإخلاء الميدان من جهةٍ أخرى.. إردوغان يحيّر العالم، فهو الذي لطالما ظهر محنّكاً في السياسة.. يبدو اليوم خائفاً.. وهذا الخوف يؤثر تدريجياً على شعبيته التي تنخفض تنقل اليومية عن محللين مقرّبين من حزب اردوغان
ومن دون خوف، قامت الحكومة اليونانية أمس بإغلاق القنوات الرسمية الحكومية.. غلافُ عدد ليبراسيون الفرنسية جاء أسوداً مع سؤال “من أطفأ التلفاز؟” قرارٌ صارم لإرضاء الترويكا والحصول على دفعة جديدة من المساعدات.. لكنّ الصحف الفرنسية كلّها شككت بفعالية هذه الخطوة، محذّرة من ردود الفعل الشعبية التي ستثيرها
وردود الفعل الشعبية حول قضية تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على الهواتف والانترنت باتت تميل أكثر وأكثر نحو إدانة برنامج بريزم بحسب نيو يورك تايمز.. مدير وكالة الأمن القومي أكّد أن البرنامج ساهم في دحرر عشرات المخططات الإرهابية.. وغندبندنت البريكانية تقول إن مسرّبي المعلومات السرّية، كما حول برنامج بريزم أو ويكيليكس، يضرّون بالديمقراطية أكثر مما ينفعونها، فهم يهددون أمنها، ولا يمكن لديمقراطية ان تدوم بلا أمن.. وبين الأمن و احترم خصوصية الفراد.. معادلة صعبة
ونختم هذه القراءة، بخبر وفاةِ الرجلِ الأكبرِ سنّاً على الأرض.. مئةُ وستةَ عشر عاماً، توقّف عدادُها أمس، بالنسبة للمعمّر الياباني جيرو مون كيمورا..