تميزت امتحانات البكالوريا خلال هذه السنة بأجواء مشحونة بالترقب والتوتر وصلت في بعض الأحيان إلى الترهيب ورافقتها في ذلك ترسانة من القوانين والمساطر والتوجيهات ونخص بالذكر القانون المتعلق بزجر الغش في الامتحانات المدرسية والجامعية والمساطر و التوجيهات سواء المتعلقة بالمكلفين بالحراسة فيما يعرف بدليل المكلف بالإجراء أو توجيهات الأساتذة المداومين على مواد الامتحان أودليل المصحح ولعل اللافت للنظر هو التغيير الذي طرأ على الأستاذ المداوم سواء من حيث التسمية أو المهام : ففي الوقت الذي كان فيه الأستاذ المداوم يسمى الأستاذ المشرف أطلق عليه هذه السنة اسم الأستاذ المداوم. وبدل أن يضطلع بمهمة الإشراف على مادة تخصصه من خلال التعرف على موضوع الامتحان ،وكتابة تقرير حوله من حيث خلوه من الأخطاء المطبعية والمعرفية ،ومدى ملاءمته للحصة الزمنية والمهارات المستهدفة ومراعاة مبدأ الشمولية .إضافة إلى قيامه بتصحيح الأخطاء التي يمكن ملاحظتها في الموضوع لإبلاغ المترشحين في أقل مدة ممكنة بعد انطلاق الامتحان ،أصبح دوره في الوضع الجديد شكليا وثانويا .فغدا الإشراف صوريا لا يكون فيه للمداوم على المادة أي دور اللهم الحضور والمشاركة في فتح أظرفة المواضيع والمكوث في كتابة الامتحان الموجودة بالمركز طيلة فترة اجتياز المترشحين لامتحاناتهم .وفي حالة إذا كانت هناك تساؤلات المترشحين فيجب إبلاغها للمداوم الجهوي .ويبقى الأستاذ المداوم مرهونا في انتظار اتصال من المداوم المختص في المادة على صعيد الجهة لإبلاغ التوجيهات الصادرة عنه إلى المترشحين داخل قاعات الامتحان شريطة أن يكون مرفوقا برئيس مركز الامتحان وبالملاحظ أو بإحدهما على الأقل.
ويطرح عدم قيام الأستاذ المداوم بأي دور أكثر من علامات استفهام حول نظرة وزارة التربية الوطنية إلى أطرها التعليمية والتربوية ، وهي نظرة الريبة وسوء الظن وعدم الثقة في الأستاذ المداوم رغم أن دوره يصب في مصلحة التلميذ والارتقاء بمواضيع الامتحانات من خلال الملاحظات التي يسجلها وتصحيح الأخطاء .ولا أدل على ذلك هو ما حدث في مادة علوم الحياة والأرض مسلك العلوم الفيزيائية التمرين الثاني الوثيقة رقم 1 التي تبين نتائج قياس استهلاك كل من الكليكوز وثنائي الأوكسجين من طرف شخص في حالة راحة وأثناء تمرين بدني . فرغم تساؤلات التلاميذ لم يستطع المداوم التدخل لأنه أولا لا لا يسمح له بالاطلاع على موضوع الامتحان ، ولأنه ثانيا مكبل بقوانين تحتم عليه انتظار جواب المداوم الجهوي ولم يتم تصحيح الخطأ الوارد في الوثيقة في بعض مراكز الامتحان إلا بعد مرور ساعتين من اجتيازه في حين لم يتم تصحيح الخطأ في مراكز أخرى. والحمد لله أن الخطأ لم يكن له تأثير كبير على أجوبة التلاميذ. فماذا لو كان الخطأ جسيما فهل من المنطقي انتظار اتصالات جهوية أو مركزية في امتحانات للوقت فيها دور الحسم ؟ فمن يا ترى يتحمل مسؤولية ذلك ؟ وبأي حق نقوم التلميذ في امتحانات يكون فيها الخطأ واردا ؟ ألا يعتبر هذا ضربا لحق التلميذ في امتحانات نزيهة وخالية من الأخطاء ؟ خصوصا إذا استحضرنا العمليات التي ترافق الامتحانات خاصة في مرحلة إعداد الأسئلة من طرف لجان مختصة ومعتكفة تنقطع عن العالم الخارجي.
إن الهدف من طرح هذا الموضوع هو إثارة الانتباه إلى أهمية الأستاذ المداوم (المشرف) أثناء عملية امتحانات البكالوريا حتى لا يكون المداوم كالشاهد الذي لايشهد على أي شيء وفي حالة تهميشه أو إقصاء دوره فيجب الاعتماد على امتحانات معصومة من الخطأ وهذه مسألة كما دلت التجارب على ذلك من رابع المستحيلات .