الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وبعد
معالي السيد رئيس الحكومة
لقد تتبعنا عن كثب تصريحكم الذي أدليتم به مؤخرا خلال اجتماع اللجنة الوطنية لحزبكم والذي أعربتم من خلاله :عن موقفكم من قرار المحكمة الإدارية التي قضت بقانونية محضر 20 يوليوز وبلزوم توظيفنا في أسلاك الوظيفة العمومية. ولا نخفيكم أن تصريحكم قد استقبلناه نحن المعطلين المحضريين باستياء بالغ وبخيبة أمل كبيرة لما تضمنه من ذكر لبعض الإدعاءات والمغالطات التي نرى أنه من حقنا أن نسجل انطباعنا حولها و نبسط ردنا عليها من خلال الإشارات الآتية
أول ما نراه مناسبا للاستهلال به في هذا المقام هو أن نحيطكم علما أننا كنا متيقنين تمام اليقين من أنكم ستعربون من خلال تصريحكم الأخير عن عزمكم استئناف حكم المحكمة الإدارية، ليس لأن ذلك الإستئناف يعد حقا طبيعيا تخوله لكم مسطرة التقاضي ويكفله لكم القانون، بل لأنكم بصريح العبارة ترفضون إنصافنا وإحقاق حقنا لعلة يمتزج فيها ما هو شخصي بما هو سياسي .ولعل التصريحات وردود الفعل التي أدليتم بها من خلال مختلف خرجاتكم الإعلامية بخصوص ملفنا منذ توليتم تدبير الشأن العام تزخر بإشارات تعزز صحة قولنا. ونود أن نذكركم سعادة رئيس الحكومة والذكرى تنفع المؤمنين بأنكم تعهدتم أمام الله وأمام نواب الأمة وأمام صاحب الجلالة وأمام الشعب المغربي بأنكم ستنفذون مقتضيات محضر 20 يوليوز إن أقرت المحكمة الإدارية بقانونيته
فها هي المحكمة الإدارية يا سعادة رئيس الحكومة قد أقرت بقانونية المحضر فلماذا فعلتم نقيض ما قلتم ؟ نعم إنكم فعلتم غير ما قلتم ،وكان الأجدر بكم أن تلتزموا بتعهدكم بدل الطعن في حكم المحكمة ما دمتم قد طلبتم منا اللجوء إلى المحكمة وإثبات قانونية المحضر ليس إلا مقابل توظيفنا
السيد رئيس الحكومة
لقد طالبتم من خلال تصريحكم الأخير من المتخصصين في القضاء مراجعة حكم المحكمة الإدارية والنظر في أسسه واعتبرتموه مثيرا للإنتباه. ولا نخفيكم أن ذلك التصريح قد أثار امتعاضنا لأنه في اعتقادنا حمل إشارات تشكيكية في الحكم الإبتدائي وأخرى توجيهية إلى الجهاز القضائي . وكنا نود أن تنأون بأنفسكم عن الإدلاء بمثل ذلك التصريح لاسيما وأننا قد سبق و أعربنا عن خيبة أملنا من التصريح الذي أدلى به قبل أسبوعين السيد وزير العدل والحريات والذي وصف من خلاله التوظيف المباشر بعين الفساد كرد ضمني عن حكم المحكمة ، وهو التصريح الذي شجبناه واعتبرناه تدخلا مكشوفا في القضاء
السيد رئيس الحكومة
لقد وجهتم إلينا عتابا بعد أن ادعيتم أننا نظمنا احتجاجا قبالة منزلكم وشوشنا على أسرتكم الكريمة ونغصنا على والدتكم الفاضلة راحتها. وبهذا الشأن يجدر بنا أن نخبركم نحن المحضريين المنضوين تحت لواء التنسيقيات الأربع أننا لسنا كما ادعيتم من احتجوا أمام منزلكم ولسنا من شوشوا على أسرتكم أو أزعجوا والدتكم . وعلى ذكر والدتكم الفاضلة نسأل الله لها الشفاء ودوام الصحة والعافية، نود أن نهمس في أذنكم ونقول لكم بأننا نحن كذلك لنا أمهاتنا اللواتي نغص تراجعكم عن تفعيل محضرنا حياتهن ودمر صحة العديد منهن حتى لم يعد لهن من سبيل لدعمنا غير رفع أكفهن إلى الله آناء الليل وأطراف النهار عسى أن يرفع عنا الظلم الذي مسنا ويرد القهر الذي طالنا
إننا سعادة رئيس الحكومة لا نخفيكم أنه حز في أنفسنا أن تنسبوا إلينا فعلا لم نقم به وتنعتونا بصفات من قبيل العيب وعدم اللباقة وأنتم تعلمون أننا مما قلتم برآء. ولعل مما أثار استياءنا في تصريحكم الأخير سعادة رئيس الحكومة هو أنكم أعربتم من خلاله و بشكل انفعالي أنكم لا تخافون منا، ونحن نتساءل ونقول من نكون حتى نخيفكم ؟ إننا لسنا سوى معطلين نحتج قبالة البرلمان بشكل سلمي وفق مقتضيات القانون والدستور للمطالبة بحقنا القانوني الشرعي المصادر
نعم سعادة رئيس الحكومة ، إننا لا تراودنا ذرة شك في أنكم لا تخافون منا ، لأنكم تدركون شرعية مطلبنا وسلمية احتجاجنا، لكننا والحق نقول، إننا في المقابل نخاف منكم ومن سياستكم تجاهنا ، نعم إننا نخاف منكم ومن سياستكم تجاهنا، ولعل مبعث ذلك الخوف يعود إلى أننا ذقنا في عهد حكومتكم الموقرة ـ التي أنتم مسؤولون أمام الله وأمام صاحب الجلالة وأمام الشعب عن سياستها ـ مختلف أصناف التعنيف، وفي هذا الشأن نرى أنه من اللازم أن نذكركم أنه خلال احتجاجاتنا السلمية المكفولة قانونيا ودستوريا أجهضت في عهد حكومتكم وبفعل التدخلات الأمنية عدد من الأمهات المحضريات وكسرت أطراف العديد من أطرنا وطال التفكك بعض أسرنا وتراكمت ديوننا وتدهورت أحوالنا الصحية النفسية والجسدية ناهيكم عن تداعيات أخرى كارثية لا يسعف المجال لبسط تفاصيلها التي تدمي القلوب وتدمع العيون وتقشعر لها الأبدان
السيد رئيس الحكومة
اعلموا أن سعيكم في تدبير ملفنا قد ضل وإن كنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا، ولتذكروا أنكم صرحتم عدة مرات بأنكم مستعدون للقائنا وبأن باب الحوار مفتوح للتحاور معنا متى رغبنا في ذلك، وهنا يلزمنا سعادة رئيس الحكومة أن نذكركم بأنكم أنتم من أغلقتم باب الحوار بإحكام في وجوهنا ، ذلك لأننا راسلناكم عدة مرات من أجل عقد لقاء حواري مع سيادتكم، لكن دون جدوى
السيد رئيس الحكومة
لقد تفضلتم بالقول خلال تصريحكم الأخير أن بيننا وبينكم القضاء، وقلتم في نفس السياق أنه إذا حكمت المحكمة لصالحنا ولم يتسن لكم تطبيق الحكم خلال ولايتكم فإن رئيس الحكومة المقبل هو من سيتولى تطبيقه. ولا نخفيكم أن هذا الكلام قد أثار استياءنا وقلقنا بخصوص مآل محضرنا، ذلك لأننا نخشى من أن تكونوا قد وطدتم عزمكم على بذل قصارى جهدكم من أجل تمديد فترة ترقبنا وانتظارنا بما يعمق من معاناتنا
لذا يجدر بنا تذكيركم في هذا المقام بأننا سنظل متشبتين بمناصب عملنا التي ستظل أمانة في عنقكم إلى يوم القيامة ولن نتنازل عنها قيد أنملة حتى ولئن ازدادت أحوالنا سوءا وصحتنا تدهورا و أموالنا استتنزافا، ونحن إذ نعرب لكم عن تشبتنا المستميت بحقنا فلأننا نؤمن إيمانا راسخا بعدالة قضيتنا وبحتمية إنصافنا في ظل دولة الحق والقانون تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة
وختاما لا يسعنا إلا أن نرفع أكفنا فنقول اللهم من أراد بنا خيرا فاشرح له صدره ويسر له أمره ، ومن أراد بنا ظلما فأنت حسبنا ونعم الوكيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته