من منا لم يشعر بالدوخة بعد أن دار حول نفسه عدة مرات.. ولهذا الشعور أصل طبى لا يعلمه الكثيرون، فالسائل الموجود داخل أذننا الداخلية هو المسئول عن حفظ الاتزان فى الجسم، فإذا قام أحدنا بإغلاق عينيه فإننا لا نشعر فى أى وضع توجد رءوسنا متجهة، هل هى متجهة إلى اليمين أم إلى اليسار ! وهل هى تنظر إلى الأسفل أم أنها مرتفعة إلى الإعلى.. فهذا الخلل فى تحديد الاتجاهات لدى الإنسان شئ طبيعى فى هذه الحالة.
الدكتور هشام عبد العال استشارى أمراض الأنف والأذن والحنجره يوضح أنه فى هذه الحالة إذا ما قام على سبيل المثال الإنسان باللف حول نفسه بسرعة شديدة فإنه يشعر بنوع من الدوخة أو الدوار لأن هذا السائل الموجود بداخل القنوات الهلالية فى الأذن يستمر فى الوجود فترة قليلة بعد الانتهاء من الدوران وفى حالة من عدم الثبات وفى نفس الوقت يقول البصر أو النظر أنه تم التوقف بالفعل عن الدوران، مما ينتج عنه نوع من الخلل والاضطراب وهو ما يتسبب فى الإصابة بهذا الدوار الشديد.
ويضيف الدكتور هشام أن هذا السائل الليمفاوى يوجد فى ما يسمى القنوات الهلالية بداخل الأذن الداخلية للإنسان، وهى تكن مبطنة بشعيرات صغيرة هذه الشعيرات متصلة بالأعصاب الحسية وإذا ما حدث فى وقت من الأوقات تغيير فى مستوى رأس الإنسان فإنه يحدث تغيير فى مستوى سطح السائل ويجذب الشعيرات ليقوم بإبلاغ المخ بهذا الوضع الجديد للرأس وبدوره يوضح للإنسان ما حدث من اختلاف لوضع الجسم ورأس الإنسان ، وهذا ما يحدث بالضبط عندما يستمر اهتزاز الرأس أثناء ركوب السيارات مثلا فيهتز السائل فى الأذن محدثا الدوخة.