وُضع شاب في عقده الثالث رهن الحراسة النظرية بمخفر ولاية أمن فاس، في انتظار تقديمه للمحاكمة في حالة اعتقال، بعدما وجهت إليه تهمة النصب على عدد من مموني الحفلات بمدينة فاس. وقالت المصادر إن الشاب الذي يتحدر من مدينة مكناس، كان يقدم نفسه على أنه «كولونيل» للنصب على مموني الحفلات.
وعمدت جمعية مموني الحفلات بجهة فاس بولمان، بعد توالي عمليات النصب على عدد من أعضائها، إلى تعميم دورية داخلية دعت فيها إلى توخي الحذر من شخص يقدم نفسه على أنه «كولونيل»، ويكرر حكاية وفاة أحد أقاربه بغرض النصب على الممونين. وحل الشاب،بمكتب أحد الممونين بحي الزهور وحاول النصب عليه، لكن يقظة الممون دفعته إلى الاستنجاد بأعضاء الجمعية الذين ضربوا بسرعة قياسية الطوق على الشاب، وتم ربط الاتصال بمصالح الأمن.
ورفض الكولونيل المزيف، في البداية، مرافقة عناصر الأمن إلى أقرب دائرة أمنية، ما دفع رجال الشرطة إلى تصفيده. وأشارت المصادر إلى أن الشاب اعترف بالتهم الموجهة إليه بمجرد بدء التحقيقات معه، قبل أن تتم مرافقته إلى ولاية الأمن حيث أحيل على محققي الشرطة القضائية من أجل تعميق التحريات حول القضية.
ويجري الكولونيل المزيف اتصالات قبلية مع مموني الحفلات، مخبرا إياهم بأن والدته انتقلت إلى عفو الله، وبأنه في حاجة إلى تمويل بيت العزاء. ويوهم الضحايا بأنه سيعمد إلى إرسال ابنه ليتكلف بجميع الإجراءات. وبعد مرور دقائق معدودة على المكالمة الهاتفية، يحل «ابنه» بمحل الممون، بلباس أنيق وسيارة فارهة، وهاتف نقال من الطراز العالي. ويبدأ في إجراء مكالمات وهمية مع والده، قبل أن يخبر الممون بأن هذا الأخير في طريقه نحو المدينة، وبأنه يحتاج إلى مال ليؤدي به واجبات الحفار وغسل الميت، واقتناء تجهيزات الدفن. وتراوحت المبالغ التي حصل عليها الشاب من الضحايا ما بين 4000 و5000 درهم.
ويعمد الشاب، بعد ذلك، إلى مرافقة الممونين إلى إحدى الفيلات غير المسكونة، ويطلب منه أن ينقل تجهيزات العزاء في اليوم الموالي قبل أن يختفي عن الأنظار. وأصيب الضحايا بخيبة أمل كبيرة بعدما وجدوا أن الفيلا فارغة، وهم ينقلون المستخدمين والتجهيزات والأكل إليها. ما دفع جمعيتهم إلى إعلان حالة استنفار وتعميم دورية داخلية أطاحت بالمتهم الذي تبين أنه كان يلعب في الوقت ذاته دور الأب والابن بتقنيات عالية، دون إثارة الشكوك.