في مواجهة تاريخية لن ينساها العالم .. تُوج المنتخب البرازيلي بلقب كأس القارات بعدما نجح في إنهاء عصر الإحتلال الإسباني للكرة العالمية وإسقاط الماتادور بثلاثية نظيفة في موقعة ستاد ماراكانا البرازيلي التي أقيمت فجر الأثنين في نهائي البطولة .
إفتتح فريد الثلاثية التاريخية في الدقيقة 2 ،وأضاف نيمار الهدف الثاني في الدقيقة 44،قبل أن يعود فريد ويسجل الثالث في الدقيقة 47.
الإنجاز التاريخي رفع رصيد ألقاب البرازيل في كأس القارات للرقم 4 ،في وقت حرم فيه الإسبان أبطال العالم من تذوق طعم اللقب .
وتعد هذه الهزيمة هي الأولى للماتادور منذ ثلاث سنوات وبالتحديد في بداية مشوارهم بمونديال 2010 أمام سويسرا وبعد 29 مباراة لم يخسر فيها الفريق.
قدم المنتخب البرازيلي مواجهة من طراز رفيع أكدت العودة القوية للفن البرازيلي ،وكشفت عن وجود العديد من التحولات في إستراتيجية السامبا على مر العصور سواء فيما يتعلق بقوة الدفاع ،أو الجماعية التي فرضت نفسها على أداء الفريق حتى مع وجود نيمار الذي قدم مباراة رائعة وتلاعب بالجميع .
لم يظهر المنتخب الإسباني بشكله المعتاد ووقف عاجزاً عن مجاراة التفوق البرازيلي لعدة أسباب ،أولها الحالة البدنية للاعبيه والتي لم تكن في مستواها بعد الماراثون الإيطالي ،إضافة إلى إرتفاع درجات الحرارة،لكن يبقى العامل الأهم هو نجاح سكولاري في التفوق على ديل بوسكي وإيقاف كافة مصادر الخطورة في الفريق الإسباني .
دخل سكولاري المواجهة بتشكيلته المعتادة التي خاض بها معظم مبارياته،لكنه إعتمد طريقة 4-2-1- 3 لخوض هذا اللقاء ،من خلال الدفع بالرباعي مارسيلو ولويز العائد من الإيقاف وسيلفا وألفيش في الدفاع ، أمامه مثلت في الوسط قاعدته جوستافو وباولينيو كمحوري إرتكاز ورأسه أوسكار،في وقت كلف فيه الثلاثي هالك وفريد ونيمار بالمهام الهجومية.
ديل بوسكي لم يجر أي تعديل على طريقة 4-3-3 التي تعود اللعب بها ،لكنه دفع بماتا منذ البداية بديلاً لفابريجاس العائد من الإصابة،وتكفل أربيلوا وبيكيه وراموس وألبا بمهام الدفاع عن مرمى كاسياس،إعتمد في الوسط على بوسكيتس وإنييستا وتشافي ،ودفع بتوريس وبيدرو بجوار ماتا في خط الهجوم.
لم تنتظر السامبا البرازيلية كثيراً كي تدق طبول الفرحة في الماراكانا ،ففي الدقيقة 2 أرسل أوسكار عرضية فشل بيكيه وأربيلوا في إبعادها لتتهيأ أمام فريد ليسدد الكرة في المرمى وهو ملقي على الأرض معلناً عن هدف التقدم .
الهدف المبكر ترجم الحالة الفنية والمعنوية والبدنية العالية لنجوم البرازيل الذين دخلوا المباراة بتركيز عال منحهم التفوق في موقعة الوسط والسيطرة على مجريات اللقاء بفضل تحركات باولينيو وأوسكار في الوسط وأمامهم الثلاثي الهجومي .
وخلال الدقائق العشر الأولى كان من الممكن أن تتضاعف النتيجة ،مرة من تسديدة أرضية زاحفة لأوسكار في نهاية هجمة منظمة،وأخرى بتسديدة خادعة من باولينيو.
المنتخب الإسباني دخل المواجهة وقد وضح عليه التأثر البدني من الموقعة الإيطالية التي شهدت أوقاتاً إضافية ،إلى جانب الوضع في الإعتبار أن الفريق حصل على راحة أقل يوم من المنتخب البرازيلي .
حاول الإسبان الدخول في المباراة بعد مرور 15 دقيقة عن طريق تحركات ماتا النشيط ومشاغبات توريس في الأمام وتسديدات إنييستا ،في وقت فضل فيه المنتخب البرازيلي التأمين الدفاعي والإعتماد على المرتدات وسرعة ومهارات نيمار في الأمام .
شهدت المواجهة موقعة خاصة بين أربيلوا ونيمار ستتكرر كثيراً في السنوات المقبلة من خلال كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة،ويبدو أن هذه المواجهة ستتسبب في العديد من المشاكل .
وقف الدفاع البرازيلي بكل قوة للمحاولات الهجومية لإسبانيا وبتنظيم رائع حرم الإسبان من كل معالم الخطورة ،ساعده على ذلك غياب التنظيم الهجومي المعروف للماتادور وغياب بيدرو وتشافي عن الصورة الهجومية.
شكلت الهجمات المرتدة للسامبا خطورة كبيرة على مرمى كاسياس في ظل وجود مساحات شاسعة كبيرة في الدفاع الإسباني ،وكانت أخطر هذه الهجمات في الدقيقة 32 عندما إنفرد فريد بالمرمى إثر تمريرة رائعة من نيمار،لكن العملاق كاسياس تألق وأنقذ مرماه من هدف مؤكد.
خطف ديفيد لويز الأنظار من الجميع في لقطة الشوط الأول عندما إنفرد بيدرو في ظهور أول له بسيزار حارس البرازيل وسدد كرة أرضية زاحفة مرت من سيزار وشقت طريقها نحو التعادل ،لكن الأرض إنشقت عن لويز ليبعد الكرة قبل أن تتجاوز خط المرمى في الدقيقة 41.
في الدقيقة 44 ومن جملة منظمة شهدها الشوط الأول كثيراً،إنطلق نيمار في الجبهة اليمنى ومرر الكرة لأوسكار الذي أعادها ل ” نيماريو ” من جديد على حدود منطقة الجزاء ليطلق صاروخ أرض جو فشل العملاق كاسياس في التصدي له معلناُ عن ثاني الأهداف.
دخل المنتخب الإسباني الشوط الثاني بتغيير دفاعي من خلال سحب أربيلوا والدفع بأزبيليكويتا ،لكنه فشل في أول إختبار عندما فشل في منع فريد من إحراز هدف ثالث في الدقيقة 47 عندما إستلم الكرة على حدود المنطقة وسدد أرضية زاحفة فشل كاسياس في التصدي لها.
الهدف الثالث دفع ديل بوسكي لإجراء تغيير ثان بإشراك خيسوس نافاس محل خوان ماتا على أمل تحسين الصورة الباهتة للهجوم الإسباني وأنقاذ ما يمكن إنقاذه،وعلى عكس أزبيليكويتا نجح نافاس في الحصول على ركلة جزاء من اول لمسة أخفق راموس في تسديدها بنجاح في الدقيقة 54.
لعب البرازيليون بذكاء كبير على المساحات الخالية في دفاع إسبانيا ،وكاد هالك ان يضيف الهدف الرابع لولا الخروج الموفق لكاسياس.
ألقى ديل بوسكي بورقته الأخيرة من خلال إشراك ديفيد فيا بدلاً من توريس ،لكن حال الفريق لم يتغير وظل بعيداً كل البعد عن مرمى سيزار في ظل فشل نجومه في إيجاد أي ثغرة في الدفاع البرازيلي.
شهدت الدقيقة 68 طرد بيكيه بعد عرقلته نيمار أمام منطقة الجزاء ليزداد الموقف الإسباني سوءً، ودفع سكولاري بأول اوراقه بإشراك جادسون محل هالك، ثم عاد وأشرك جو بدلاً من فريد.
رغم النقص العددي في صفوف الماتادور حاول الإسبان تذليل الفارق لكن تألق الدفاع البرازيلي ومن خلفه حارسه سيزار حرمهم من تحقيق ذلك.
قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق منح سكولاري الفرصة لهيرنانيس بالظهور في النهائي ليلعب بدلاً من باولينيو،ومرت الدقائق الأخيرة دون أي جديد حتى أعلن الحكم صافرة النهاية .