10 تقنيات وابتكارات ستغير العالم كما نعرفه


كلما شرعنا بكتابة مقالة مماثلة يردّ البعض بأنّ “كل التقنيات” قادرة على تغيير العالم – وهناك لائحة مماثلة من موقع مشهور تضم حتى “كباسة الأوراق”. لكن يعمل الباحثون اليوم على أفكار أكثر طموحًا من “كبس” بعض الأوراق سويًا.

فقد تستبدل وسائل التكنولوجيا الجديدة الوقود الأحفوري وتجعل من منزلك محطة لتوليد الطاقة وتحفظ حياة آلاف الأشخاص، وربّما حتّى تساعد على إيجاد أشكال حياة جديدة.

إليك 10 تقنيات لديها القدرة على إعادة تغيير وجه العالم:

1. الهواتف الذكية

في الدول النامية، يعتبر الهاتف الجوّال أكثر أهمية من الحاسوب إذ تستخدم الهواتف الجوّالة للخدمات المصرفية، وتوقّع أحوال الجو ( مهنة المزارع على سبيل المثال حسّاسة نظرًا إلى وجوب اختياره الوقت الأفضل لزرع أو حصد محصول مهمّ). لكن الهواتف الجوّالة قادرة على على القيام بأكثر من ذلك.

ففي إفريقيا، على سبيل المثال، يتم استخدام برج البيانات الخاص بالهواتف الجوّالة لتحديد تحركات الأشخاص جغرافيًا، ومن شأن هذا التحديد الجغرفي أن يساعد على تتبع الأمراض كمثل الملاريا وتحديد أنماط النقل.

كما تعتبر البيانات عن موقع الهاتف الجوّال مفيدة في التعامل مع الكوارث الطبيعية وفي تحسين النقل العام أو مساعدة البائعين بالتجزئة على جعل متاجر التسوّق أكثر إنتاجًا.

العقبة هي إيصال هواتف ذكية فعالة إلى أكبر عدد من الناس – لاسيما في المناطق المحرومة. تبقى التكلفة العائق الأكبر، لكن هناك عوامل عديدة تبعث بالأمل – من أنظمة تشغيل مفتوحة المصدر مثل Android و Firefox OS إلى عزم بعض المصنّعين – مثل سامسونج – على صنع هواتف مقبولة المواصفات بأسعار متدنية

2. التصوير الرقمي

فيما تتحسن تكنولوجيا التصوير، سنرى عالمنا متغيّرًا تمامًا، من الخارج والداخل. فقد كشفت وكالة الأبحاث العسكرية  Darpa مؤخّرًا النقاب عن طائرة استطلاعية من دون طيّار يمكنها مراقبة 25 كيلومتر مربع على حدة، فيما يمكّن التطور الحاصل في تكنولوجيا التصوير الطبي الأطباء من النظر داخل أجسام المرضى بتفصيل غير مسبوق.

3. كابلات الألياف الضوئية

استخدمت كابلات الألياف الضوئية منذ القرن الـ19، لكن لم تحلّ مشكلة التوهين، أي الإشارات المتناقصة مع قطع المسافات إلا بحلول العام 1970.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت تكنولوجيا الألياف الضوئية جزءًا من نسيج الإنترنت، لكن بالنسبة إلى أكثرية الأشخاص، يتوقف هذا النسيج قبل الوصول إلى مننزلك.

فعندما تصل تكنولوجيا الألياف مع سرعة الإنترنت الهائلة أخيرًا إلى كل منزل، وهذا أمر محتّم، سيكون بعضنا قد شاب، لكنها تعد بإحداث ثورة في طريقة استخدام العامة للإنترنت.

تخيل مثلاً روبوطاً ذو وجه معروض على شاشة يحل مكانك في الذهب إلى العمل، بينما تتجول بواسطته وترى ما يجري وتتكلم مع زملائك وأنت قابع في منزلك بالبيجاما!

T3 Middle East

وصول الألياف البصرية إلى كل منزل سيسمح بإيجاد خدمات انترنت لا يمكننا حتى تصورها الآن!

إلى ذلك الحين، تحول شركات مثل Google إيصال الإنترنت السريع إلى الأمم المحرومة، عبر مشاريع خلاقة مثل مشروع “بالونات الإنترنت” Project Loon فإقرأ عنه المزيد على موقعنا.

4. بدائل أعضاء يتحكم بها الدماغ

تسمّي وكالة  Darpaهذا المفهوم إعادة تزويد العضلات بالأعصاب. أما نحن فنصفه بالرائع. وتجعل عملية إعادة التزويد هذه الأطراف الاصطناعية تستجيب بقدر استجابة الأطراف الطبيعية، مقدمة استجابة حسية تمكن مستخدم الأطراف الاصطناعية من تقليب محتويات كيس بأصابعه أو الإمساك بغرض من دون الحاجة إلى النظر إليه.

من العينين الإلكترونيتين إلى الهيكل الخارجي الكامل، تقربنا المهارة التقنية والمبالغ المالية الطائلة أكثر من أي وقت مضى إلى مستقبل روبوطي.

5. الطباعة الثلاثية الأبعاد

قد تتصدر الأسلحة المطبوعة والأدوية المصممة بحسب النسق الثلاثي الأبعاد عناوين الصحف، لكن يرجّح أن يكون التأثير الحقيقي للطباعة الثلاثية الأبعاد أقلّ روعة… وأكثر إفادة!

وقد بدأت الطباعة الثلاثية الأبعاد بإحداث ثورة في عالم التصنيع من خلال تخفيض تكاليف الأبحاث والتطوير، ما قد يعني على المدى البعيد أنه بدلاً من الطلب إلكترونيًا وانتظار ساعي البريد لتسليم الرسائل، يمكننا فقط طباعة المنتجات في المنزل، وهذا قد يشمل حتى الطعام، والأطراف الإصطناعية!

وهذه الطباعة جيدة للبيئة لكن قد تشتمل على تبعات كارثية لعدد كبير من وظائف الأشخاص.  

T3 Middle East

  6. المستشعرات الصغيرة والذكية

تعتبر شركة الأبحاث ON World أنه في العام 2017، ستشحن الشركات حوالي 515 مليون مستشعر مخصص للأجهزة الصحية واللياقة البدنية القابلة للارتداء والزرع أو المحمولة، وهذا ليس سوى غيض من فيض إلكتروني.

وقد تغيّر شبكات المستشعرات الصغيرة والذكية الرعاية الصحية وتجعل أخيرًا الأتمتة المنزلية أمرًا في متناول الأشخاص. كما قد تساعد المرء على إيجاد مرأب لركن السيارة أو البحث عن فضائيين على كوكب المرّيخ.

في مثال أقرب إلينا حالياً، مكانة تقنية المتشعرات الذكية سامسونج من تزويد هاتف Galaxy S4 بمستشعر حراري، وأخر للرتبة والضغط الجوي، وحتى بمقياس للضوء وللدفق المغناطيسي الذي يجعل منه مناسباً لبعض الأبحاث!

7. ضبط الأمن التنبؤي

الإسم بحد ذاته مرعب، فكيف بالحري التقنية بحد ذاتها؟

 تثار الضجة اليوم حول نظام Prism للمراقبة، لكن ما من أدنى شك بوجود تقنية مراقبة لكل تحرّكات الناس: النسخة الأولى المسماة RIOT تبحث عبر المواقع الإلكترونية العامة كمثل شبكات التواصل الاجتماعية لتكوين صورة مفصّلة كل التفصيل للأفراد ولتصرّفهم المستقبلي المحتمل.

أما النسخة الثانية Predpol فستستخدم الخوارزميات وبيانات الخرائط للتنبؤ بمكان وزمان احتمال وقوع الجرائم. وبعد جمع هاتين التقنيتين، وإضافة بعض من أعمالتوم كروز  التشويقية ستحصل على نظام ضبط أمن شبيه إلى حد بعيد بتقارير الشرطة في فيلم Minority Report حيث تحضر الشرطة قبل وقوع الجريمة. 

T3 Middle East

التنبؤ بالجرائم وأين ستحدث؟ طبعاً هناك تطبيق لذلك…

8. تكنولوجيا الطاقة الشمسية

شهدت تكنولوجيا إستثمار الأشعة الشمسية بعض العراقيل الكامنة في ضخامة حجم الألواح الشمسية وارتفاع كلفة شرائها وعدم تأمينها الطاقة في الظلام. غير أن المشكلة الكبرى تكمن في فعاليّتها. فكما تشير محطة National Geographic، تلتقط هذه الألواح فقط من 10 إلى 20% من ضوء الشمس الذي يصبّ عليها.

أما مستقبل هذه التكنولوجيا فيتمثل بتكنولوجيا النانو (الهندسة المجهرية) التي ستجعل من الألواح أقل انعكاسًا، وأقل تكلفة للإنتاج وأكثر فعالية. كما تتضمن أفكاراً أخرى مثل  تركيب هوائيات إجهرية على أجهزة تلتقط الطاقة الشمسية لتحوّلها فورًا إلى طاقة، وكذلك وجود ألواح شمسية قادرة فعليًا على تخزين الطاقة، هذا إلى جانب طلاء تكنولوجيا النانو التي تحوّل المباني بأكملها إلى محطات جامعة للطاقة الشمسية.

T3 Middle East

9. الهندسة (أو التلاعب) البيولوجية

ثمة جدل قائم على موقع Kickstarter يدور حول مشروع النباتات المضيئة الذي يعمل على تعديل نوع من النباتات جينيًا لتضيء في الليل، مما يبعث القلق في نفوس بعض العلماء. فهم خائفون من أن يكون هذا الأمر بداية ظاهرة لا تحمد عقباها.

وكما يشير إليه موقع Nature العلمي، “يخشى العلماء أن يشكّل توزيع هذه النباتات سابقة لإطلاقات غير متحكم بها من الكائنات المعدلة جينياً، ما قد يحفّز تكوين لدى العامة إدراك سلبي للبيولوجيا التركيبية، وهي عبارة عن نظام اختباري يقوم على حث الكائنات المعدلة جينيًا على القيام بمهام مفيدة”.

وقد يعمل “قراصنة البيولوجيا” على تعديل جينيًا أشكال جديدة للحياة سواء كانت جيدة أم سيئة، فيكون القطاع الناشئ غير منظّم بالكامل تقريبًا. وفي هذا الصدد، دعت المنظمة البيئية المسماة Friends of the Earth أو أصدقاء كوكب الأرض إلى التأجيل العالمي لإطلاق الكائنات التركيبية “إلى أن تتم صياغة الأنظمة المناسبة وآليات السلامة”.

T3 Middle East

هل يخيفك التلاعب بالنباتات جينياً لتضيء في الظلام؟ ما رأيك بسمكة تتوهج في عتم الليل؟

10. المسح الجيني

إن تطبيق MyGenome iPad هو لمحة عن المستقبل، يمكّن المستخدم من تحليل التكوين الجيني لشخص ما. وهذا الشخص اليوم هو المدير التنفيذي الخاص بالشركة التي صنعت التطبيق. لقد انخفضت كلفة قراءة التكوين الجيني لشخص واحد من من 2.7 مليار دولار في 2003 إلى 5.000 دولار حالياً. لكن إن استمرت أسعار قراءة تسلسل الحمض النووي genetic sequencing بالانخفاض فسيصبح ممكناً اجراء  تحليل كامل لمجموع الجينات لكل شخص في المستقبل القريب.

وقد يترتب عن هذا الأمر تبعات كبيرة إذ يمكننا اكتشاف إن كنا عرضة للإصابة بأنواع محددة من السرطان، أو إن كان لدينا مخاطر أعلى من المعدل بالتعرض لحالات غير مستحبة، أو اكتشاف إمكانية التعرض للموت بدلاً من الشفاء بعد تناول أدوية معينة.

وشكّلت العملية الجراحية الوقائية التي أجرتها Angelina Jolie مثالاً حيًا عن تسلسل الحمض النووي. فلدى Jolie جينة BRCA1، ما يعني تعرضّها لخطر كبير للإصابة بسرطان الثدي الذي أودى بحياة أمّها.

وكما كتبت Carole Cadwalladr في صحيفة The Guardian: “إن الكشف عن كامل تكويننا الجيني Genome لدينا سيحدث ثورة في عالم الطب لكنه سيطرح مسائل أخلاقية كبيرة حول ما سنفعله بالمعلومات”.

تخيل مثلاً مستقبلاً يتم فيه رفض توظيفك لأنك معرض للإصابة بالسرطان بنسبة عالية، أو ترفض فيه شركة التأمين طلبك للسبب ذاته.

10 تقنيات وابتكارات ستغير العالم كما نعرفه
كتبهSimon Khouryوقد نشر للمرة الأولى على موقعT3 الشرق الأوسط
Copyright 2013 T3 Middle East