قوات من الجيش في محيط جامعة القاهرة حيث يتجمع مؤيدون لمرسي (الفرنسية)
تصاعدت حدة التوتر الأمني والسياسي في أرجاء متفرقة من مصر فور إعلان الجيش عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي, وقتل 14 شخصا على الأقل في صدامات دامية بين مؤيدين ومعارضين, بينما حاصرت قوات من الجيش مراكز تجمع المؤيدين لمرسي في ميدان رابعة العدوية وفي محيط جامعة القاهرة.
ووقعت أعنف المواجهات في محافظة مطروح بأقصى غرب مصر, حيث سقط ثمانية قتلى على الأقل وأصيب العشرات. وأوضح مدير الأمن بالمحافظة اللواء العناني حمودة أن جنديين بالجيش قتلا, بينما قتل ستة مؤيدين لمرسي في اشتباكات مع قوات الجيش في محيط مبنى الديوان العام للمحافظة.
كما أصيب في الاشتباكات خمسة جنود بعدما اقتحم مؤيدون لمرسي قسم الشرطة في مدينة الضبعة إحدى مدن محافظة مطروح وأحرقوه بالكامل, كما أحرقوا سبع سيارات للشرطة.
في غضون ذلك وفي الإسكندرية, قالت إدارة الإسعاف إن ثلاثة أشخاص قتلوا بالرصاص في اشتباكات تدخلت فيها قوات من الشرطة والجيش. كما أسفرت الاشتباكات حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط عن إصابة 83 شخصا. وقال شاهد لرويترز إن نحو ألفي شخص حاصروا عددا من مؤيدي مرسي في مسجد بالمنطقة التي دارت فيها الاشتباكات.
مرسي بعد عزله أكد أنه الرئيس المنتخب (الجزيرة)
أما في مدينة المنيا جنوب مصر, فقال مصدر أمني إن ثلاثة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي قتلوا في اشتباكات مع قوات من الجيش والشرطة. كما أصيب ضابط شرطة ومجند، واقتحم أنصار مرسي الديوان العام لمحافظة المنيا ورشقوا مبنى مديرية الأمن.
وفي مدينة كفر الشيخ بدلتا النيل, أصيب أكثر من مائة شخص -بعضهم في حالة خطيرة- في اشتباكات استخدمت فيها طلقات الخرطوش والزجاجات الحارقة والحجارة. أما في الفيوم, فقد ارتفع عدد المصابين في الاشتباكات إلى 70, بينهم خمسة في حالة خطيرة.
وكان 18 شخصا قتلوا وأصيب مئات في هجوم بالأسلحة النارية على معتصمين مؤيدين لمرسي ليل الثلاثاء أمام جامعة القاهرة.
مصير مرسي
وفي تطور آخر, قال القيادي في جماعة الإخوان جهاد الحداد فجر اليوم إن مرسي نقل بمفرده إلى وزارة الدفاع.
وكان الحداد قال في وقت سابق إن “مرسي وجميع الفريق الرئاسي هم قيد الإقامة الجبرية في نادي الحرس الجمهوري”، مضيفا أن والده الذي يعتبر اليد اليمنى لمرسي هو أيضا معتقل.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت مساء أمس سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان, إضافة إلى رشاد البيومي نائب المرشد العام للجماعة.
توتر برابعة العدوية
جاء ذلك بينما سيطرت حالة من التوتر على المحتشدين في ميدان رابعة العدوية وفي محيط جامعة القاهرة, وسط مخاوف من صدامات مع قوات من الجيش والشرطة.
أنصار مرسي تمسكوا بمواقعهم (الفرنسية)
وقال عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي للجزيرة من ميدان رابعة العدوية إن الميدان يتعرض لحصار من دبابات الجيش, معتبرا أن ما حدث هو انقلاب عسكري على الشرعية، ودعا إلى مواجهة قرارات عزل الرئيس.
وقد منعت السلطات المصرية البث التلفزيوني من منطقة رابعة العدوية ومنعت صحفيين من الوصول إلى هناك, وسط أنباء عن إطلاق رصاص وتهديد للمعتصمين.
في هذه الأثناء, قطعت السلطات المصرية البث عن عدة قنوات فضائية على رأسها قناة “مصر25” التي قالت على صفحتها بموقع فيسبوك إنه تم قطع بثها عقب البيان الذي ألقاه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وأعلن فيه خارطة طريق تتضمن تعطيل الدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة البلاد.
وقال شاهد لرويترز إن الشرطة ألقت القبض على ثمانية من المذيعين والعاملين كانوا بمقر قناة “مصر 25”. وأضاف أن بعض من ألقي القبض عليهم رفعوا أيديهم بعلامة النصر، لكن آخرين حاولوا تجنب التقاط الصور لهم.
فرحة بالتحرير
ومن ميدان التحرير, قال مراسل الجزيرة نت عبد الرزاق مرابط إن المتظاهرين لم ينتظروا انتهاء وزير الدفاع من قراءة البيان الذي تم بموجبه عزل مرسي وتعطيل العمل بالدستور، لينطلقوا في موجة هستيرية من الفرحة رافعين الأعلام المصرية وصور السيسي.
معارضو مرسي تناسوا حالة العداء السابق مع الشرطة (الفرنسية)
وانطلقت الألعاب النارية لتغطي سماء الميدان وأطلقت السيارات العنان لأبواقها، بينما تراكض الناس في كل الاتجاهات في أجواء ذكرت بتلك التي تلت الإعلان عن تنحي حسني مبارك يوم 11 فبراير/شباط 2011.
وردد المتظاهرون شعارات مرحبة بالقرار ومشيدة بالجيش ووزير الدفاع، وحلقت مروحيات الجيش المصري فوق الميدان ملقية الأعلام المصرية على المتظاهرين. وقال متظاهر للجزيرة نت إنه لا يزال غير مصدق لما يحدث، وإنه ما زال يحتاج إلى بعض الوقت “كي يستوعب هذه اللحظة”، معبرا عن ثقته في أن القادم أفضل بعد زوال ما سماه الكابوس “المتمثل في مرسي وجماعة الإخوان المسلمين”.
وفي هذه الأجواء من الفرحة العارمة حمل متظاهرون بعض ضباط الشرطة على الأعناق مرددين “الشعب والأمن إيد وحدة”.