دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– طغت أحداث الساعات الأخيرة في مصر على العناوين الرئيسية لمختلف الصحف العربية الصادرة الخميس، حيث اعتبر بعضها أن تحرك الجيش لتحقيق رغبة الشعب في الإطاحة بحكم “الإخوان المسلمين”، بداية “ربيع جديد”، فيما أبرزت أخرى مظاهر الفرح التي عاشتها مصر ليلة عزل محمد مرسي.
تناولت صحيفة “الحياة” عنواناً على صدر صفحتها الرئيسية يقول: الميادين تسترجع مصر من “الإخوان” برعاية الجيش.. وكتبت في تفاصيل العنوان:
وضع تدخل الجيش نهاية لعهد الرئيس المصري محمد مرسي ليل أمس، بعدما حبست مصر ودول عدة أنفاسها طوال نهار أمس في انتظار إعلان قرارات القوات المسلحة، بعدما انتهت المهلة التي أعلنها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي عصر أول من أمس لمدة 48 ساعة.
وأعلن السيسي في نحو العاشرة من ليل أمس (بتوقيت القاهرة) تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا برئاسة جمهورية مصر العربية، وتعطيل الدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية باكرة، ومنح رئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية.
وشملت خريطة المستقبل التي أعلنها السيسي تشكيل حكومة كفاءات وطنية “قوية وقادرة.”
أما صحيفة “المشهد” القاهرية، فأبرزت عنواناً جاء فيه: “ربيع جديد” بنكهة مصرية.. أعلام و لافتات و”الكارت الأحمر” أدوات الرحيل.. وفي التفاصيل:
لن تجد له وصف بكل تأكيد، يملك جميع الصفات منها “العنيد”، و”القوي”، منها “المبهر”، و”المنجز”، ويمتلك أيضاً صفات “الطيب”، و”الصبور”، يقف الجميع أمامه مرغماً على تقديم تحية تقدير واحترام، بعد أن صنع “الربيع الجديد” بنكهة مصرية خالصة، ومنفردة.
شعب لم يمتلك سوى “الكارت الأحمر” ليطرد به من لا يهتم لأمره، ويكابد من أجله.. يصبر كثيراً، ويتحمل أكثر.
لم يكن بيان “السيسي” برحيل مرسى عن أروقة قصر الاتحادية، إلا قرار من الشعب المصري، رفع “الكارت الأحمر” في وجه جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن أجبر من قبله على الاعتزال نهائياً، مباراة لا يريدها أن تنتهي إلا وهو فائز.
من جانبها، تناولت صحيفة “القدس العربي” عنواناً في الشأن المصري أيضاً، يقول: دول الخليج حريصة على إبداء الحياد في أزمة مصر.. وكتبت تحت العنوان:
يقاوم حكام دول الخليج العربية إغراء الابتهاج علناً بالمشكلات السياسية التي تواجهها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي يرتاب أغلبهم فيها، وذلك خشية تعميق الاضطراب في بلد لا يزال حليفاً محتملاً في مواجهتهم مع إيران.
وقال مسؤولون ومحللون إن الصمت الرسمي في دول الخليج يعكس اعتقاداً قائماً منذ فترة طويلة في تلك الدول، بأن أمنها مرتبط بشكل وثيق بأمن مصر.
وعلى مدى أغلب السنوات الثلاثين الماضية، كانت مصر حليفاً استراتيجياً لدول الخليج التي ينتابها القلق من نفوذ إيران.
ويقول محللون إنه في ظل ارتفاع سقف المخاطر حالياً، وهشاشة الوضع في مصر، فإن التفكير الرسمي يميل فيما يبدو إلى تجنب التدخل العلني، لأنه ربما يزيد الوضع تدهوراً.
وأبرزت صحيفة “الوطن” السعودية مظاهر الفرح التي عمت شوارع مصر، بعنوان: “الميادين” ترفع أعلام الانتصار.. اتصالات أمريكية بالسيسي وقوى سياسية مصرية.. وكتبت في التفاصيل:
احتفل المصريون أمس في الميادين التي ازدانت بالأعلام، ابتهاجا بخلع الرئيس محمد مرسي من الحكم، ووزعوا الحلويات والعصائر.
وفي أول ردود الفعل العالمية، أجرت الإدارة الأمريكية اتصالات بوزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وعدد من الشخصيات السياسية، كما اتصلت السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، بعدد من القوى السياسية، للاطلاع على مجريات الأمور.
وقبل ساعات من إعلان القوات المسلحة، شن أعضاء بالكونغرس الأمريكي حملة مكثفة لإرغام إدارة الرئيس باراك أوباما على تعديل سياستها تجاه جماعة الإخوان المسلمين التي تحكم مصر.. وبلغ ذلك حد الاتهام بوجود اختراق داخل البيت الأبيض للجماعة ومؤيديها، وذلك في سياق محاولات تفسير دعم الرئيس للجماعة وتحركاتها في الشرق الأوسط.