في الوقت الذي تواصل قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في مختلف المناطق السورية، وتوقع العشرات من القتلى والجرحى، وجه الائتلاف الوطني السوري المعارض نداءً من أجل الحصول على أسلحة لمنع سقوط مدينة حمص، المدينة تشهد “حملة غير مسبوقة” من أجل فرض السيطرة على أحيائها المحاصرة.
وبحسب بيان للهيئة العامة للثورة، فإن انفجارات عنيفة دوت في قرى وبلدات “القلمون” بريف دمشق جراء قصف عنيف من قوات النظام.
ولم تكتف قوات النظام عند هذا الحد فقد واصلت القصف المكثف على أحياء في حمص وريفها لليوم السادس على التوالي.
وقال شهود عيان إن قوات النظام لم تدع سلاحا إلا وقامت بإطلاقه لإخضاع المدينة فامتلأ المكان بقذائف هاون وغارات جوية وصواريخ غراد وعبوات أكسجين، مؤكدا أن راجمات الصواريخ تمركزت في أحياء النزهة والزهراء، إضافة إلى حي باب السباع في حمص القديمة الذي تسيطر عليه قوات النظام والقلعة الأثرية وقيادة الشرطة في مركز المدينة.
الحر يستهدف كميناً
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط السجن بين الجيش الحر وقوات النظام، كما قصفت هذه الأخيرة قوات النظام قرى بجبل الزاوية في إدلب بالمدفعية الثقيلة، كما واصل النظام قصفه على أحياء في حلب لاسيما أحياء بستان الباشا والشيخ خضر والصاخور والسكري.
من جهته، قال اتحاد التنسيقيات إن “الجيش الحر” استهدف أحد الكمائن التي كانت تنفذها قوات الأسد بالقرب من سجن “صيدنايا العسكري” بريف دمشق.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار إلى تعرض حيي القصور وجورة الشياح للقصف تزامناً مع اشتباكات عنيفة على أطراف حيي باب هود والخالدية في محاولات من قوات الأسد لاقتحام الأحياء المحاصرة وسط مدينة حمص.
يذكر أن أحياء كثيرة بالكامل، تعاني انقطاعاً كاملاً للاتصالات ونقصاً شديداً في الاحتياجات الطبية والغذائية الأساسية.
من جهتها، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية، أن عددا كبيرا من الجرحى بعضهم في حال خطرة جراء القصف المكثف والمستمر لقوات النظام على مدينة تلبيسة بريف حمص، وقصف استخدمت فيه المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
غارات جوية
أما في العاصمة دمشق، فقد شن الطيران الحربي غارات عنيفة شرق حي جوبر من جهة المتحلق الجنوبي. كما تعرض حيا برزة والحجر الأسود، إضافة إلى مخيم اليرموك لنيران المدفعية وقذائف الهاون.
في منطقة المعضمية بريف دمشق، لم يكن حالها أفضل من غيرها، فقد تلقت أحياؤها قصفا عنيفا بالدبابات والمدرعات من مقر الفرقة الرابعة. رغم أن هذه المنطقة تعيش تحت جنح الظلام منذ ما يربو على 200 يوم تحت وطء أزمة حادة في المواد الغذائية وقطع تام للاتصالات.
روسيا تعارض إنقاذ المدنيين
من جانب متصل، عرقلت روسيا مجدداً مشروع بيان لمجلس الأمن الدولي يطالب بإمكانية وصول عاملي الوكالات الإنسانية بشكل عاجل إلى مدينة حمص المحاصرة.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن نحو 2500 مدني محاصرون بسبب المعارك، يذكر أن مشروع البيان الذي عرقلته روسيا يطلب من دمشق السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول بحرية إلى حمص وإخراج المدنيين العالقين فيها، ويطالب النص أيضا كل الأطراف ببذل أقصى الجهود لحماية المدنيين بما يشمل السماح لهم بالمغادرة.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فإن الوكالات الإنسانية خزنت أدوية ومواد غذائية لـ40 ألف شخص في حمص، لكن لا يمكنها توزيعها بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول “وصول آمن” إليها.