حشود مؤيدة لمرسي وتضارب حول سقوط قتلى


أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يحملون أحد الضحايا الذين سقطوا أمام دار الحرس الجمهوري (رويترز)

نفت وزارة الداخلية المصرية سقوط قتلى أثناء مظاهرة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي أمام دار الحرس الجمهوري الذي يُعتقد أنه بداخلها، بينما أكدت وكالات أنباء والمستشفى الميداني لاعتصام مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية الذي احتشدت فيه جموع غفيرة منهم، سقوط قتلى ومصابين.

وإضافة إلى نفي الداخلية للجزيرة خبر سقوط قتلى، أكد الجيش عدم استخدامه ذخيرة حية ضد المتظاهرين أمام دار الحرس الجمهوري القريبة من اعتصام رابعة العدوية، موضحا استخدامه القنابل المدمعة فقط.

وبالمقابل نقل مراسل الجزيرة في رابعة العدوية عبد الله الشامي عن مسؤولي المستشفى الميداني تأكيدهم سقوط أربعة قتلى وعشرة مصابين في إطلاق نار على مظاهرتهم أمام دار الحرس الجمهوري في مصر الجديدة والتي يعتقدون أن الرئيس المعزول بداخلها.

كما أفادت وكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية بسقوط ثلاثة قتلى في اشتباكات بين الجيش ومؤيدين لمرسي أمام دار الحرس بعدما توجه متظاهرون من ميدان رابعة العدوية إلى الدار الواقعة على مقربة من الميدان.

عدة مسيرات التقت أمام جامعة القاهرة
حيث مقر اعتصام مؤيدي مرسي
إلى جانب ميدان رابعة العدوية (الفرنسية)

مسيرات حاشدة
وبينما يواصل حشد ضخم من مؤيدي مرسي التظاهر في ميدان رابعة العدوية، قطع عشرات منهم كوبري (جسر) الجامعة وشارع مراد الرئيسي جنوب القاهرة، لتتعطل حركة المرور بين مناطق وسط القاهرة وجنوبها، وقطع آخرون الطريق أمام مبنى المحكمة الدستورية العليا في حي المعادي بالعاصمة المصرية، مما دفع عناصر من الأمن المركزي إلى فرض طوق أمني حول مقر المحكمة وإطلاق الغاز المدمع لتفريق قاطعي الطريق.

وفي هذه الأثناء، ذكر مراسل الجزيرة نت بالقاهرة أنس زكي أن العاصمة المصرية وعددا من الميادين الرئيسية بالمحافظات شهدت مظاهرات ومسيرات تأييد لمرسي بعد يومين من عزل الجيش له.

وانطلقت من مسجد الاستقامة بالجيزة عقب انتهاء صلاة الجمعة واحدة من أكبر المسيرات، حيث شارك فيها الآلاف وانضمت إليها مسيرات أخرى وتوج الجميع نحو ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة الذي كان في الأيام الماضية مقرا لمظاهرات مؤيدي الرئيس، إضافة إلى ميدان رابعة العدوية.

وكان لافتا مشاركة وزير التموين المستقيل باسم عودة في المسيرة التي شارك فيها أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وعدد من القوى الإسلامية الأخرى، إضافة إلى متظاهرين قالوا إنهم لم يخرجوا لتأييد مرسي وإنما لتأييد “الشرعية الشعبية”، مؤكدين أن “الانقلاب” على الرئيس المنتخب بهذه الطريقة تسبب في وأد مسيرة الديمقراطية الوليدة في مصر.

ورفع المشاركون أعلام مصر ولافتات تعبر عن التأييد لمرسي، وتركزت معظم الهتافات على تأييده إضافة إلى انتقاد وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي ورموز المعارضة مثل محمد البرادعي وحمدين صباحي، فضلا عن التخوف من أن يكون ما حدث مقدمة لحكم عسكري طويل المدى أو لعودة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

واستمع مئات الآلاف منذ انتهاء صلاة الجمعة إلى خطب حماسية كان من بينها خطاب لعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة هاجم فيها من قال إنهم مدبرو “الانقلاب”، منتقدا تدخل الجيش.

التمسك بالسلمية
وأكدت منصة الاعتصام تمسكها بسلمية التظاهر وعبرت في بيان صدر باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية عن الرفض لما جرى من أحداث عنف في عدة مناطق خلال الساعات الماضية، بينها هجمات على الجيش في سيناء. وقال البيان إنه يحمل “الجيش والشرطة وسلطة الانقلاب أي مساس بالمتظاهرين المدافعين عن شرعية الرئيس المنتخب”.

وفي ذات السياق شهدت محافظات أخرى -أبرزها الإسكندرية والبحيرة والسويس والأقصر- مظاهرات أعلنت تأييدها لمرسي والتمسك بشرعيته، مؤكدة أنها لن تترك الفرصة “للمنقلبين على الشرعية”.

يشار إلى أن كل هذه المظاهرات والمسيرات تجري في ظل تجاهل كامل من الإعلام المحلي بكافة وسائله سواء الخاص أو الحكومي. كما يتواصل لليوم الثالث على التوالي وقف بث مجموعة من القنوات المصرية التي تنتمي -حسب تمويلها- إلى محسوبين على التيار الإسلامي المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي.

وتضم قائمة القنوات التي أغلقت قناة “مصر 25” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول، وقنوات سلفية هي “الناس” و”الحافظ” و”الرحمة”. كما أُغلقت قناة “الجزيرة مباشر مصر” لفترة قصيرة قبل أن تعود للبث مجددا، بعدما توقفت تغطياتها الإخبارية جراء إلقاء القبض على العاملين فيها الذين أفرج عنهم لاحقا.