من المعتقل الإسلامي الحسن اعكوك بسجن سلا2 إلى ملك المغرب محمد السادس أعلى سلطة في البلاد

توصلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالمغرب من المعتقل الإسلامي الحسن اعكوك التي يوجه فيها رسالة إلى ملك المغرب يتحدث فيها عن المأساة الحقيقية التي يعيشها وهذا نص الرسالة :
من المعتقل الإسلامي الحسن اعكوك بسجن سلا2 إلى ملك المغرب محمد السادس أعلى سلطة في البلاد
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
أما بعد ,
رسالة من خلف قضبان الأسف و الألم تحمل في طياتها أوضاع المغاربة داخل وطنهم الأم
هذه صورة واضحة تكشف ما تعرضت له من اختطاف من طرف السلطات المغربية فلقد تم اقتيادي إلى مقر الاستنطاق ( المعاريف ) بالدار البيضاء بعد أن اقتحموا منزل أسرتي دون الإدلاء بأي وثيقة تسمح لهم بذلك ، و استعملوا قاموسا عريضا من الكلمات النابية المخلة بالآداب أمام مسمع أسرتي و ترويعهم ، و ما أخرجوني من البيت حتى جعلوا عاليه سافله من كثرة ما أفسدوا من متاع بسبب التفتيش الهمجي ، و كذلك ما حل بي أثناء الاستنطاق من التعذيب الجسدي بالضرب و اللطم و الركل بالأرجل و التعذيب النفسي بما هو أفظع من تهديد  بالاغتصاب و تقليع الأظافر . كما تم تلفيق تهم تزج بي بمدة طويلة داخل السجن و تم اختطاف أخي و زوجتي للضغط علي لتوقيع محضر جاهز ، و ما حدث هو الصورة المغايرة عما كنت أعتقده من أحوال المغرب في ظل الربيع العربي و هبوب نسيم التعبير و رفع شعارات  الإصلاحات التي تحث على احترام الكرامة الإنسانية  والحق في العيش الكريم في مغرب جديد يضمن العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان المتعاهد عليها دوليا ، فأين توصياتك التي سمعناها منك إلى الجمارك و أمن الدولة باحترام الجالية المغربية التي طالما عانت سوء المعاملة و الاستقبال داخل ترابها الوطني مما جعل العديد منها يلجأ إلى بلدان أخرى لقضاء عطلهم ، لكن بعدما سمعنا توصياتك و أن هناك  إصلاحات أنجزت ، أقبلنا إلى بلدنا لكن للأسف الشديد اكتشفنا أنه لازالت الأوضاع كما هي أو أكثر . و دليل ذلك ما تعرضت له خلال زيارتي الأخيرة لوطني الحبيب و ما شهدته عيناي من معاناة العديد من المعتقلين الإسلاميين ضحايا قانون الإرهاب الظالم الدخيل علينا و الذي تسبب في تشريد العديد من الأسر . و الذي صادقت عليه الحكومة المغربية في غضون 2003 ومنذ تلك المصادقة و أبناء الشعب المغربي يعانون القهر والتعذيب والأسر. و كل الكلام عن المصالحة الوطنية و القطيعة مع سنوات الجمر و الرصاص و المعتقلات السرية كتزمامات و قلعة مكونة و تمارة و الاعتقال السياسي ما هو  إلا صورة هولامية خالية من الواقعية وإنما الحقيقة المرة هي استمرار  الاختطافات و الاعتقالات التعسفية ، و المحاضر الملفقة، والأحكام الجاهزة ، و ملفات تباع و تشترى ، و معاناة داخل السجون ، وتعذيب نفسي و جسدي و اغتصاب و اعتداء على أيدي الجلادين الذين لا يرقبون في أحد إلا و لا ذمة و لا شفقة و لا رحمة  ، و على إثر هذه المأساة تشكلت  اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين  سنة 2011 التي تخرج في مظاهرات سلمية تستنكر معاناة السجناء و تطالب بإطلاق سراحهم و إسقاط قانون الإرهاب ، فلماذا تمارس الضغوطات على أعضائها و يتم منعهم من تنظيم وقفات سلمية و اعتقالهم و الاعتداء عليهم ؟ إن هذه المعاملات لا تشرف  المغرب خاصة و لا أخلاق المغاربة عامة و بما أنني كنت أدافع على هذا الملف داخل المغرب و خارجه فقد اعتقلت تحت ذريعة نصرة الشعب السوري المظلوم الذي من الواجب على المسلمين في كل بقاع العالم نصرته و دليل ذلك ما أفتى به علماء المغرب و مصر و تونس و الشرق الأوسط و بلاد الحرمين و غيرها من البلاد الإسلامية و كذلك موقف الحكومة المصرية و التونسية و تركيا و غيرها من الحكومات العربية و الأجنبية إلى جانب الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد و المد الشيعي الغاشم المستبد ، و بما أن المغرب كان من  الدول التي اعترفت بالمعارضة السورية و كان من انتقد المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد ضد شعبه البرئ و كذلك زيارتكم إلى مخيم الزعتري و المساعدات المادية و المعنوية التي ساعدت بها الحكومة المغربية ، أليس من العيب بعد كل هذا أن أجد نفسي و العشرات من المعتقلين الإسلاميين نعتقل و نعذب بتهمة نصرة الشعب السوري المسكين ، أليس من التناقض أن نعتقل و المئات من شباب المغرب يلتحقون بالشعب السوري لنصرته ، إنه لعار على السلطات المغربية أن تعتقل شبابا يودون نصرة الشعب السوري الذي يباد صباحا و مساء .
و في الختام أطالبكم بالتدخل العاجل بإطلاق سراحي لأنني برئ و لم أرتكب أي جرم يعاقب عليه القانون المغربي .
كما أنني سأستمر في الإضراب  المفتوح عن الطعام الذي دخلت فيه منذ 29 ماي 2013 حتى يطلق سراحي و أحمل الحكومة المغربية كامل المسؤولية عن كل ما يلحق بي من أضرار .
و به وجب البلاغ
توقيع
الحسن عكوك بسجن سلا2
عن المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 06 – 07 – 2013