بعد إلقاء القبض على “ه.ش” من طرف فرقة الدراجات النارية التابعة لولاية فاس وبحوزته ثلاث جرعات من مخدر الكوكايين. و استكمالا للبحث الجاري في القضية المتعلقة بحيازة المخدرات القوية .كان ضابط الشرطة بالمجموعة الثانية للأبحاث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية يسابق الزمن في مكتبه من أجل كشف شفرة ملف جنائي يبدو ككبة صوف مخبلة، وبذكاء أمني فريد أبقت الشرطة الهواتف المحجوزة لدى المتهم مفتوحة ،لتلقي المكالمات وكان الهدف من وراء ذلك هو إنجاز مسطرة التلبس عبر نصب كمين للمتصلين، بعد أن أقر “ه.ش” الذي كان يجيب على المكالمات أمام أنظار الضابط بأن معظم المتصلين به عبر هواتفه هم من الزبناء الراغبين في اقتناء جرعات الكوكايين .
وكان المتهم يعيد ربط الإتصال بالأرقام المتصلة لتحديد مكان وزمان التزود لزبنائه بدقة،وذلك تحت أعين الشرطة التي ستنتقل على متن سيارة برفقة المتهم متخفية و ستنجح في إلقاء القبض على متهمين باستهلاك الكوكايين ومباشرة بعد أن كان الزبناء يسلمون المتهم على أنظار من الشرطة المتخفية مبلغ 290 درهم و هو السعر المحدد كأقل تقدير، لتناول جرعة من السموم البيضاء الفتاكة، كانوا يفاجئون بتصفيدهم بسرعة البرق من قبل ضباط شرطة. ومن تم اقتيادهم إلى الدائرة الأمنية لاستكمال المسطرة و الاستماع إليهم قبل تقديمهم إلى العدالة.
اعترافات مدمن كوكايين: من التجربة الأولى إلى الاعتقال
من بين المقبوض عليهم في العملية كان المسمى “ف.ح” وهو شاب يافع من مواليد 1988 بفاس رمت به الصدفة إلى براثين الإدمان على السموم البيضاء ، يقول “ف.ح” في محضر أقواله بأن اشتغاله كنادل في المقهى كان سببا لتعاطيه التدخين و أنه باشتغاله بإحدى مقاهي شارع محمد الخامس تعرف على أحد مستخدمي وكالة بنكية هذا الأخير كان يرافقه من حين لآخر أبناء من عائلات ميسورة يتابعون دراستهم بجامعة الأخوين حيث كانت لا تجمعه بهم سوى لعبة البلياردو الكولفازور بالمقهى وخلال بعض الجلسات اكتشف “ف.ح” لأول مرة هذه المادة البيضاء التي طالما شاهدها في الأفلام الهوليودية حيث كان هؤلاء الطلبة يخرجون لفافاتها من حين لآخر وبعد أن توطدت علاقة النادل بأبناء المرفحين عرضوا عليه لإحياء سهرة برفقتهم بإحدى العلب الليلية فجلس معهم و عرضوا عليه احتساء الكوكايين حيث كانوا يشمونه من حين لآخر وسط صخب الموسيقى و أضواء العلبة الليلية لكن “ف.ح” كان يرفض تناولها في كل مرة تعرض عليه .
ويستضرد “ف.ح” غير أن هذه الفكرة لصقت في دهنه منذ تلك الليلة حيث بدأ الفضول يقوده إلى تجريب الكوكايين لمعرفة آتارها على العقل و التصرف مر الحال على هذا المنوال بين تردد و فضول إلى أن كان “ف.ح” متواجدا بحانة ماريسكو وبينما كان منهمكا في احتساء قنينات الجعة جلس في طاولته شخصين لم يسبق له أن تعرف عليهما ، وخلال جلستهما شرع الجليسان يتحدثان حول مخدر الكوكايين و مفعولها اذا ما استهلكت مع الخمر ، هذا الحديث جدب “ف.ح” الذي كانت محاولة استهلاك الكوكايين لازالت طرية في دهنه الشارد وفيما اخرج الجلي6سان جرعة من الكوكايين اقتسماها بينهم و تناولها أمام أعينه طلب “ف.ح” من احدهما ان يناوله جرعة منها لتجربتها غير أنهما أكدا له عدم توفرهما على جرعة إضافية وانهما باستطاعتهما و تلبية لطلبه ان يضعا رهن اشارته رقما هاتفيا لمروج يسمى “ه.ش” على أساس أن يتصل به المعني كلما رغب في جرعة و بالفعل سجل “ف.ح” الرقم في مذكرته الهاتفية .
ومر شهر تقريبا على هذا اللقاء و ما أن تسلم “ف.ح” أجره كنادل في مقهى توجه إلى حانة كلايريس، من اجل احتساء بعض قنينات الجعة و على وقع الخمر انتابته فكرة خوض تجربة مخدر الكوكايين الذي ظل عالقا له في ذهنه ، فاستعمل هاتفه النقال لربط الاتصال بداك الرقم الهاتفي وافهم المتصل به بانه يرغب في التزود ب (نصيص)من مخدر الكوكايين فابدى المتصل به استعداده للتعامل معه وحدد له قيمة 300 درهم …..وانتقل “ف.ح” إلى المكان الموعود وبقي ينتظر الى ان حضر المزود على متن دراجة نارية رمادية اللون فاخرج من جيبه 250 درهم وسلمها اياه مقابلة لفافة بداخلها مسحوق ابيض .
ويسرد “ف.ح” انه بعد عودته لمنزله، شرع في التحضير لاستهلاك المخدر حيث وضع المسحوق فوق قطعة من ورق وبواسطة ولاعة أخد يدقه بعد ذلك قام بلفه داخل جزء من الورق واستنشقه دفعة واحدة. وبعد حوالي نصف ساعة خلد “ف.ح” لنوم عميق دون أن يحس بأي مفعول يذكر وبهذه التجربة دخل “ف.ح” إلى دوامة الإدمان إلى أن استيقظ منها على وقع الضياع قبل الاعتقال .
يتبع ..