“لكل داء دواء إلا السام”.
اﻷسباب متعددة و السرقة واحدة و الوقاية خير من العلاج. لا للسرقة.
بمجرد ما نسمع عن وقوع سرقة إلا و كثر الكلام و بدأت اﻷبحاث و التحريات إلى إلقاء القبض ثم الحكم و السجن.
عقاب يتبعه إصلاح أم تسجيل في مدرسة للتخصص في اﻹجرام.
لماذا السجن ؟ لﻹصلاح و التهذيب و اﻹذماج ثم إعادة اﻹذماج و الحقيقة هي العكس لا إصلاح و لا تهذيب و لا إذماج.
الجواب الصحيح في نظري عند كل إنسان يحب لأبناء اﻵخرين ما يتمناه ﻷبنائه. الطفل محتاج لطبيب نفساني قبل الوقوع في الخطأ المؤدي إلى مدرسة اﻹختصاصات.
طبيب مختص لمعرفة اﻷسباب و مساعدة المريض المتعود على السرقة الخروج من أزمته كما هو الحال للمدمنين على المخدرات.
الدولة و المجتمع الذي لا يرحم مسؤولان بالدرجة اﻷولى و لاسيما على حالات العود.
أﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻼ إرﺍﺩﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻣﻦ أبﺮﺯﻫﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ، إذ ﻗﺪ ﻳﺴﺮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻷﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻘﺴﻮﺓ، ﻓﻴﻐﻴﻈﻪ ﺃﻭ ﻳﻀﺎﻳﻘﻪ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ كذالك ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ ﻳﺴﺮﻕ ﻗﻠﻤﺎً ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﻭ ﺯﻣﻴﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻨﻘﺺ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻤﻴﻴﺰﻩ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ.
من بين أسباب السرقة كذالك، ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺴﻮﻥ ﺃﻥ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺷﻘﺎﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ، إنتماء ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ أو أقل منها.
مرافقة ﺃﻗﺮان ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ يجعله عﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﺮﺽ نظرا لما يراهم يملكون و من المستحيل الوصول إليه إلا عن طريق ملتوية، طريق لا تؤدي إلا إلى السجن، و كذالك ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺗﻌﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ. ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺎﺑﻼ لمرض السرقة. ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﻰ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ، ﺛﻢ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻉ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﻤﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺎﺕ، ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ اﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮﺽ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺭﺍﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﺘﻮﻣﺎﻧﻴﺎ.
مرض السرقة أو الكلبتومانيا هو أحد اﻹضطرابات النفسية التي يكون فيها المريض مدفوعا إلى سرقة اﻷشياء غير باهضة الثمن حتى و لو كان في إمكانه دفع ثمنها لشرائها و الهدف هو القيام بفعل السرقة و ليس الرغبة في اقتناء الشيء المسروق.
يتم القبض عليه و يودع في السجن و تبدأ مرحلة “اﻹصلاح و التهذيب و اﻹدماج و إعادة اﻹدماج”. عنوان طويل ﻷهداف ولدت ميتة. لا يختلف إثنان على أن السجن لا يصلح و لا يهذب، حقيقة مرة مع اﻷسف، ينتقل النازل المحكوم على فعل سرقة زهيدة من مرحلة “اللي اسرق بيض يسرق بقرة” بعد تعرفه و احتكاكه في زنزانة أو جناح بداخلية “مدرسة التكوين” مع محترفين في اﻹجرام و أساتدة في التبليغ.
و تستمر الحياة بالخروج و الدخول و حالات العود و السوابق العدلية.
مرض مزمن يصعب علاجه.
لذا، و ﻹصلاح ما يمكن إصلاحه من أطفالنا و قتل الداء من جدوره، تلتمس فدرالية الجمعيات و الوداديات لجهة فاس من المسؤولين و باﻷخص المديرية العامة لﻷمن الوطني بشراكة مع مديرية السجون و أخصائيين في علم النفس و المجتمع المدني تنظيم أسبوع وطني تحت شعار “لا للسرقة”.
عشور دويسي