لم تكن منطقة رأس الماء ضواحي مدينة فاس ، تتوقع أنها ستستيقظ يوما على وقع جريمة شنعاء ، بطلها مجرم يوقع بضحياه الواحد تلو الآخر دون أن يدرك أنه كان بصدد جرائم قتل بشعة ارتكبتها يداه ببرودة دم لا تصدق .
القاتل كان يستقطب ضحياه من مستعملي الطريق ، ويطلب منهم أن يستقل مركباتهم وهو بقارعة الطريق يوصلوه إلى حيث وجهتهم ، ما إن يستقل العربة حتى يهاجم بعنف الضحية سائق العربة ، ويرديه قتيلا بطريقة وحشية ويسلب ما بحوزته من أمتعة ويغادرها وكأنه لم يفعل شيئا .
الضحية الثانية كان من سائقي الدراجات النارية ثلاثية العجلات ” تريبورتور ” ، لوح بيده على قارعة الطريق طالبا من صاحبها أن يقله عبرها ، استجاب الضحية من داعي تقديم خدمة انسانية أصبح الكثير يتجنبها اتقاء فعل لصوص اتخدوها وسيلتهم في ذلك ، صعد القاتل الدراجة النارية ، ما هي إلا لحظات حتى هوى على صاحبها بضربة قاتلة ، استولى بعدها على ما بحوزته من أمتعة وفر هاربا في مشهد هوليودي خليع يصعب وصفه .
الغريب في الأمر أن الجاني أقدم على جريمتيه النكراء في نفس اليوم ، بعد العثور على الجثتين في مكانين متفرقين من طرف سرية الدرك الملكي ، قامت الاخيرة بتجميع العناصر المادية للفعل من مسرح الجريمة ، وبعد اجراء معاينات دقيقة على العناصر التي تم التقاطها من ذات المسرح إهتدت إلى الجاني عبر فحص شريحة الهاتف النقال الذي تم سلبه من إحدى الضحيتين والذي وجد بحوزة خطيبة الجاني قدمه لها هدية بعد فعله الإجرامي .
ساكنة رأس الماء اهتزت من وقع هذه الفاجعة ، وساد جو من الهلع والذعر في صفوف الساكنة هناك ، بينما قامت سرية الدرك الملكي بتقديم الجاني للمسائلة القضائية في حالة اعتقال .
الجاني وأثناء أطوار المحاكمة صرح بأنه لم يكن ينوي ازهاق روح الضحيتين ، وأن الضربات القاتلة التي كان يوجهها لهما لم يكن يتوقع أنها سترديهما قتيلين ، إذ صرح بأن الغرض من فعلتيه الشنيعتين هو دافع السرقة ليس إلا .
وفي انتظار كلمة العدالة في حق جزار رأس الماء الذي قوض أمن المنطقة ، تسائل الساكنة المصالح الأمنية المختصة بتكثيف جهودها حتى لا تعاد مثل هذه الافعال الاجرامية مستقبلا .