من بين أسباب تقدم وازدهار الرياضة في أي بلد مهما كانت قيمته توفير البنيات التحتية الأساسية ، وكذا تأهيل العنصر البشري الممارس هذا الأخير الذي يعتبر الرأسمال الحقيقي للتقدم الرياضي في مختلف دول المعمور ، وهكذا جاءت فكرة إنشاء مدارس رياضية تعتبر بمثابة مستنبت لتكوين الأجيال الصاعدة .
المدارس الكروية كما أكد احد الخبراء الرياضيين ليست مؤسسات لتخرج لاعبين كبار ذو كعب عال وانما هدفها تلقين الثقافة الرياضية لدى الناشئ حتى نرى مستقبلا على الأقل جماهير تعرف كرة القدم وقواعدها لتجنب الشغب وإن كان ففي مستوياتها الدنيا. المغرب وبعد المدارس الكروية للأندية الممارسة وطنيا ابتلت الساحة الرياضية ببلادنا بالمسماة أكاديميات لكرة القدم ، وفاس المدينة العلمية لم تحد عن هاته القاعدة وهكذا أنشأت أكاديميات لكرة القدم بداعي تعليم الناشئة أبجديات الكرة المستديرة وتكوين لاعبين لتعزيز الممارسة الكروية بالمدينة ، وقد استفادت من دعم المجالس المنتخبة عن طريق شراكات واتفاقيات ومنها من استفادت من بقع أرضية باثمنة رمزية وأخرى استغلت منشآت حكومية قائمة الذات بل إن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كان سخيا لكنها بالمقابل حادت عن الأهداف المسطرة وإغتنمت الفرصة للاغتناء عن طريق المبالغ المالية المفروضة على كل مستفيد والمستخلصة من جيوب الآباء مطلع كل سنة ، ناهيك عن بيع البدلات الرياضية التي لا تتوفر فيها أدنى مستويات معايير الجودة هاته الأكاديميات تتوفر على مئات الممارسين ، الشيء الذي يوفر لها سيولة مالية تضاهي الاستثمار في مجالات أخرى لكنها في المقابل غير خاضعة للمحاسبة فالتهرب الضريبي أضحى لديها سيد الموقف ، فهي لا تؤدي ضرائب لخزينة الدولة وبعيدة عن أية مراقبة لكن السؤال العريض المطروح هو ما مآل ومصير المتخرجين من هاته المسمات أكاديميات ؟ ومن يستفيد من خدماتهم بعد بلوغ سن 17 و18 سنة ؟ لكل ما ذكر يتساءل الرأي العام الرياضي بحرقة مرددا : هل ما تقوم به الأكاديميات المتحدث عنها تكوين وتربية رياضيين أم ” تبزنيس ” رياضي هدفه التهرب الضريبي ؟ أين هي الوزارة الوصية التي تغض الطرف عن ممارسات مشبوهة باسم الرياضة هذا إذا علمنا أن اختصاص الأكاديميات هو كرة القدم لكنها تتوفر على قاعات لمختلف الرياضات سواء المتعلقة بالعديد من أنواع فنون الحرب والرياضات الأخرى الأثيرية بل والمسابح وربما قاعات لمآرب وأغراض أخرى لان ما خفي أعظم . …….. يتبع
عبد الفتاح نمروش