يحتفي ملتقى فاس لمسرح الطفل في دورته الرابعة التي تحتضن فعالياتها مدينة فاس خلال الفترة ما بين 5 و 8 أبريل الجاري بالفنان سيدي خويا ( بابا عاشور ) الذي يعد واحدا من رموز التنشيط التلفزي والاذاعي، وذلك اعترافا بدوره في تكريس الفرجة والاهتمام بالطفولة من خلال مجموعة من الأعمال الإبداعية التي أدخلت البهجة في نفوس الناشئة.
ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي تنظمه ” فرقة علاء الدين للفن المسرحي ” بشراكة وتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة فاس مكناس تحت شعار” نعم لقيم التسامح “، تقديم مجموعة من العروض المسرحية الموجهة للطفل بالإضافة إلى تنظيم لقاءات وتظاهرات ثقافية وفنية ومبادرات تنشيطية فضلا عن ندوات وورشات يؤطرها باحثون ومتخصصون في مسرح الطفل . وستشارك في هذه الدورة التي يحتضنها فضاء المركب الثقافي ( الحرية ) بفاس، مجموعة من الفرق المسرحية المهتمة بمسرح الطفل إلى جانب العديد من الفنانين والمؤطرين وخبراء في التربية الفنية والجمالية الذين يشتغلون على الإبداعات الموجهة للبراعم الصغار من أجل الارتقاء بذوقهم وصقل مواهبهم .
وإلى جانب العروض الفنية التي انتبهت إلى مختلف الحساسيات وأدمجت مختلف الشرائح كالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وإشراك بعض الفرق التي تنتمي للوسط القروي ستعرف هذه التظاهرة تنظيم ورشات تربوية يؤطرها خبراء في التربية الفنية لتحسيس الناشئة بأهمية الفن وخاصة المسرح في تكوين الشخصية المتوازنة وذات الاختيارات النوعية .
ومن بين العروض المسرحية التي ستقدم في إطار هذه الدورة ( الإخوة الثلاث ) لفرقة علاء الدين ومسرحية ( الرحلة ) لجمعية بسمة للثقافة والفن والعرض المسرحي ( الحيلة كتغلب السبع ) لفرقة المسرح الحر بالمركب الثقافي ومسرحية ( صراع الحروف ) لجمعة أكورا للثقافة والفن وغيرها .
وموازاة مع هذه العروض المسرحية سيتم تنظيم ندوة فكرية حول موضوع ” مسرح الطفل والتربية على القيم ” بمشاركة مجموعة من الباحثين الجامعيين المهتمين بقضايا وإشكالات مسرح الطفل بالإضافة إلى تنظيم ورشات فنية بعضها خاص بالألعاب الدرامية وأخرى للجسد ينشطها بعض الفنانين إلى جانب أمسية فنية خاصة بالأطفال المصابين بالتوحد ومعرض لرسوم الفنانة الفطرية فاطمة الزهراء مسكي .
يشار إلى أن ملتقى فاس لمسرح الطفل الذي ترسخ كموعد للاحتفاء بالفن المسرحي الموجه للطفولة يشكل حلقة اشعاعية وتأطيرية وفسحة للفرجة التي تروم تقديم الفن النبيل والثقافة المسرحية التي من شأنها أن تساعد الأجيال الجديدة على مواجهة كل اشكال التطرف والإقصاء والكراهية والحقد .
ويستلهم هذا الملتقى الذي تشرف على تنظيمه أسماء اشتغلت لعقود على مسرح الطفل كأحمد جهيد وغيره إشعاعه من الإنتاجات المسرحية والفنية الهادفة التي اختارت مسرح الطفل الذي ترى فيه تكاملا مع وظيفة المدرسة والمجتمع وتهذيب ذوق مواطن الغد بعيدا عن الاسفاف والرداءة .