للناس وجوه مختلفة ألوانها، وذقون متشابهة إجمالا، باستثناء قلة لهم واحدة يسمونها “الذقن المزدوج” مترهلة كتلتاها كما عنق ديك الحبش، إلا المستأجر الجديد للبيت الأبيض دونالد ترمب، لأن لون وجهه نادر، وهو وردي بوضوح، وذقنه لم يعد لها وجود بنسبة 90% تقريبا، فيما تظهر بقسمها الأعلى أسفل فمه، كتلة لحمية كلما مد شفتيه بطريقة يظهر معها فمه شبيها بفم “الجوكر” المعادي لباتمان في أفلام هوليوود.
هذه الميزات، غير الخطيرة صحياً، لها سر في صحة الرئيس الأميركي الجديد بالذات، طبقا لما يمكن استنتاجه من مقابلة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، وطالعتها “العربية.نت” في موقعها أمس الخميس، وهي مع طبيب نيويوركي، مختص أكثر بأمراض الجهاز الهضمي، هو الدكتور Harold Bornstein طبيب ترمب الخاص منذ أكثر من 36 سنة، وفيها ما يثير الفضول.
ذكر الدكتور الألماني الأصل، أن ترمب يتناول 3 أدوية، أحدها هو Finasteride الذي يتم تسويقه باسم Propecia لتقوية البروستاتا من تبرعم اتساع غير متسرطن وحميد تتعرض له، ويساعد في الوقت نفسه على تقوية الشعر ونموه، لذلك أكد أن ما نظنه “باروكة” لخصلة شعر مستعار في مقدمة فروة رأسه، هو في الحقيقة شعره الطبيعي، ورأسه خالية تماما من أي شعر اصطناعي، ثم أكد أن ترمب البالغ 70 سنة “هو الأفضل صحيا من أي فرد تم انتخابه رئيسا” كما قال.
المرض الوردي غير خطير ويغيّر لون الوجه
الدواء الثاني الذي يتناوله ترمب، هو من عائلة Statin المقللة نسبة الكولسترول والدهون في الدم. كما يتناول حبة ليست بدواء لمرض ما، يسمونها Baby Aspirin خفيفة، تساعد على تقليل نسبة النوبات القلبية، وفقا لما ذكر الدكتور الذي ورث العناية بصحة ترمب عن والده الذي كان يشرف عليها قبله.
أما الدواء الثالث، فشرح الدكتور الذي لم يلتق ترمب منذ تنصيبه، فهو مضاد حيوي Antibiotics يتناوله ترمب للحد من تفاقم علة مرضية يسمونها Rosácea باللاتيني، ونجد اسمها مستمدا من Rosa اللاتينية أيضا، ومعناها وردة، أي أن المرض الذي قرأت “العربية.نت” بأنه يظهر في الوجه وموصوف بشائع ومزمن إذا لم يتم علاجه، يغيّر لون الجلد الى وردي ويحدث فيه حماميات وتوسعة بالشعيرات الدموية، فيصبح الجلد ورديا، فيه حطاطات وانتفاخات تظهر في أرنبة الأنف بشكل خاص.
ومن الصدف أن واحدا من أشهر الرسامين الطليان، وهو Domenico Ghirlandaio الراحل في 1494 بعمر 45 سنة، وأستاذ النحات والرسام مايكل أنجلو، ترك لوحة من أعماله، ظهر فيها جد مع حفيدته، وأنفه متعجّر بكتل لحمية صغيرة، علم الأطباء بعدها أنه كان يعاني من مرض Rosácea نفسه، وهو ما لم تذكره “نيويورك تايمز” في مقابلتها للدكتور بورنشتاين، بل وجدته “العربية.نت” الناشرة صورة اللوحة أعلاه، في الوارد عن العلة بموقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، والشارح أن اسم المرض هو “وردية الوجه” باللغة العربية.
وأصبح أعلى عنقه متصلا مع ما كان أسفل ذقنه
ونجد من الصور على الأقل، أن ذقن ترمب اختفت تماما من وجهه، وأصبح أعلى عنقه متصلا مع ما كان أسفل ذقنه بطريقة تكونت معها كتلة شحمية كبيرة، تظهر “بالونية” الانتفاخ في صوره التي يبدو فيها جانبا الوجه، كالمنشورة أدناه، وهي ذقن منطادية نادرة، بعكس “الذقن المزدوجة” الشائع انتشارها عند البعض.
وأكثر ما تتم ملاحظته في وجه الرئيس الأميركي، ربما بتأثير المرض الملون الجلد بالوردي، هي كتلة لحمية تبرز كبيرة ونافرة بعض الشيء أسفل شفته السفلى، أي في مركز ذقنه، ونراها واضحة وشبيهة برأس الإبهام الباصم في كل صورة يشد فيها عضلات وجهه أو يمد شفتيه.