فنادق إفران… هي فوضــــى !

“كون دارو ليها الفيزا أحسن”، تعليق طريف لأحد حراس السيارات بإفران، على حالة الاختناق الكبير، الذي عاشته المدينة السياحية، العطلة الأسبوعية الماضية، بعد أن اجتاحتها الأسر المغربية من كل ربوع المملكة. كل الإدارات استنفرت مواردها البشرية، بما فيها الأمن، إذ توزع رجال حموشي في كل مكان ينظمون حركة السير، ويحرصون على تخفيف حدة الاختناق، كما توزع رجاله في المرافق السياحية، لضمان أمن الزوار، كما هو الأمر لعناصر الدرك على طول الطريق الرابطة بين المدينة ومحطات التزلج بميشلفين.

وحدها مندوبية وزارة السياحة تعيش في “دار غفلون”، أو أنها لا تهتم بالموضوع إلا من جانب الإحصائيات وعدد ليالي المبيت في الفنادق، وهو ما يظهر من حالة الفوضى التي تسلطها بعض الفنادق على رقاب زوار المدينة، خاصة تلك التي تتربع على عرش خمس وأربع نجوم.

وسط المدينة، يشهر أحد هذه الفنادق نصبه الرخامي الذي يحمل اسمه، وهو اسم على غير مسمى، بما أن خدماته رديئة، تكتشفها في الساعات الأولى لولوجك إليه، إذ ستتحول الابتسامات الباردة لمستخدميه، وعبارات الترحيب المزيفة، إلى لامبالاة، بمجرد ما أن ينتزعوا منك ثمن المبيت في الدقائق الأولى لوصولك.

وعوض أن تعيش ليلة أحلامك في جناح بالفندق، تعيش ليلة كوابيس، تبدأ تفاصيلها من أشغال إصلاح الأبواب، وما يحدثه ذلك من ضجيج، خلفته وراءك في عاصمة الصداع بالدار البيضاء، وتنتهي بمطاردة الفئران، التي تصيبك وهي تتقافز على سريرك بصدمة، “أربع نجوم وفيه الفيران؟؟؟؟؟”. تغلق عينيك مرارا وتفتحهما، وأنت تطارد الفأر في الغرفة العلوية للجناح، غير مصدق أن ما تجري وراءه هو فأر بالفعل، والأغرب من ذلك أنك حين تحاول أن تقدم شكاية في مكتب الاستقبال، وتطلب تغيير الجناح الصغير بغرفة كيفما كانت، لا تجد في استقبالك إلا حارسا ليليا مسنا، “ما كاين حتى واحد، حتى 7 ديال الصباح ورجع تلاقاهم”، هذا هو الجواب الذي يقدمه لك الحارس، مضيفا أن مسألة ظهور الفئران في الغرف ليست جديدة، “من زهرك اليوم لوطيل كومبلي…ما عندي ما ندير لك”.

ترغي وتزبد، والحارس غير مكترث، قبل أن يقول بهدوء، “إلا كان عليا أنا، حرق هذا لوطيل كاع، ماشي غير غوت”، ثم يرسم علامة تأسف على وجهه، غير مهتم إن كان احتجاجك قد يوقظ باقي النزلاء. أغرب رد تتلقاه صباحا من مستخدمي الاستقبال، الذين تحولوا جميعا إلى نوادل، بمن فيهم عاملات النظافة، بعد حالة ارتباك عاشتها مرافق المطعم صباحا، نتيجة سوء تدبير وجبة فطور بسيطة لنزلاء الفندق، (أغرب رد) تتلقاه من مسؤول الاستقبال هو الصمت، إذ لم يكلف نفسه عناء مرافقتك إلى الغرفة للبحث، كأن وجود فأر في فندق أربع نجوم أمر عاد، ولا يستجوب حالة استنفار.

لا تتوقف مفاجآت الفندق عند واقعة الفأر، بل يمعن مستخدموه في تعذيبك “بقليان السم”، وهم يسلمونك مفاتيح الغرفة غير المناسبة، لتضطر إلى العودة أدراجك مرة أخرى، لتطالبهم بالمفتاح المناسب، قبل أن يسلموك ثانيا ثم ثالثا ورابعا، ولن ينفتح بابك إلا بالمفتاح الخامس، وهو ما وقع مع أغلب الزبناء، الذين تصادفهم في الممر في حالة عصبية، بمن فيهم الأجانب.

ضحى زين الدين