يبدو أن الأمور السيئة تحدث تباعا ، فبعد سلسلة الهجمات التي شنها محمد زيان الأمين العام للحزب الليبرالي المغربي ضد رئيس التجمع الوطني للأحرار، والتي كشف من خلالها زيان، بالوثائق، تورط أخنوش في توقيع اتفاقية من أجل حماية شركته للمحروقات من تقلبات السوق، وتمويل تلك الاتفاقية من المال العام دون معرفة من لدن رئيس الحكومة، تلقى زعيم الأحرار ضربة جديدة لا تقل قوة، حيث جاءت هذه المرة من قيادي بحزب الأحرار، ويتعلق الأمر بياسين البهلولي عضو المجلس الوطني للحزب.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادرعدة و أكدت أن الحملة التي يقودها زيان ضد أخنوش، جاءت بدعم من عضو بالأحرار مقرب من وزيرين عن الحزب ذاته، بعد أن قام بتسريب وثائق لزعيم حزب الأسد تكشف عن تورط أخنوش في “خروقات” تتعلق باتفاقية مع بورصة “وول ستريت” الأمريكية وهي الاتفاقية التي تم “تمريرها” دون علم رئيس الحكومة بمضامينها الحقيقية، خرج “البهلولي” برسالة مفتوحة إلى زعيم الأحرار شن من خلالها هجوما عنيفا على أخنوش بسبب طريقته في تدبير مفاوضات تشكيل الحكومة.
واتهم البهلولي من خلال رسالته، رئيس حزبه بتحويل مفاوضات تشكيل الحكومة مع رئيسها المكلف عبد الإله بنكيران إلى سوق للبيع والشراء، متسائلا ضمن رسالته: “منذ متى كان المشهد السياسي والبرلمان سوقا، كما تقول السيد الرئيس؟ ومنذ متى نفاوض لتكوين حكومة بلدنا بلغة البيع والشراء وجمل من قبيل “هادشي للي كاين فالسوق، وخاص ضروري 240″؟ هل نحن نفاوض لدخول حكومة وطن تنتظره رهانات كبيرة وشبابه وشيبه يئسوا من السياسة، أم نفاوض لنبيع خرفانا لا نمتلكها ونقوم بـ “تشناقت”!”، يقول البهلولي ضمن رسالته.
واعتبر المصدر ذاته، أن طريقة تفاوض أخنوش مع بنكيران فيها “عدم احترام لإرادة الملك واختياره لبنكيران”، متسائلا: “منذ متى كان موقفنا واضحا من تشكيل الحكومة والمشاركة فيها؟ ألم نغير موقفنا لثالث مرة منذ 7 أكتوبر 2016؟ ألم نرهن البلاد والعباد شهرا لنغير رئيس حزبنا، وشهرين لفرض الإتحاد الدستوري، تم شهرين الآن للتشبث بالإتحاد الاشتراكي الذي أصبح بقدرة قادر حليفنا!؟”، مضيفا: “منذ متى كنا أو كان معنا الإتحاد الاشتراكي لكي لا نتخلى عليه اليوم؟ منذ متى كان يشاركنا التوجهات والمبادئ؟ هل هذا من الوضوح في شيء؟ أم تمييع للمشهد السياسي؟”.
واسترسل قائلا: “منذ متى كان الإتحاد الاشتراكي في صيغته الحالية قويا وله من الوسائل كما تقولون؟ فلماذا حصل بالكاد على 20 مقعدا وعاقبه الشعب المغربي الذي يبقى هو الحكم الأول والأخير في الإنتخابات وعلينا احترام اختياراته؟! ومنذ متى كان الدخول للحكومة شرطا للدفاع عن الوطن وعن قضاياه على المستوى الدولي؟ هل تعني أن الاتحاد الاشتراكي لن يدافع عن صحرائنا إن لم يدخل للحكومة؟ من أفتى عليك هاته الفكرة العجيبة سيدي الرئيس؟”.
وتابع البهلولي سلسلة أسئلته الاستنكارية الموجهة لأخنوش قائلا: “منذ متى كانت قضيتنا الوطنية الأولى تستعمل كورقة ضغط في مفاوضات سياسية داخلية لتشكيل حكومة؟ أليست قضية كل المغاربة كما قال صاحب الجلالة في العديد من خطاباته؟ منذ متى ومن طلب منا تكوين الحكومة، تحديد مكوناتها، وحتى تحديد عدد نواب الأغلبية (240) مكان رئيس الحكومة المعين؟ أليس هذا فيه عدم احترام لإرادة صاحب الجلالة واختياره للسيد بنكيران؟ ألا يجب علينا أن نحترم إرادة الشعب المغربي الذي أعطى المرتبة الأولى للعدالة والتنمية وفي نفس الوقت أعطى المرتبة الرابعة لحزبنا بـ 37 مقعد فقط!؟”.
وناشد البهلولي زعيم حزبه بالتخلي عما أسماها “بطانة السوء” المقربة منه، مشيرا أنها “تقوم فقط بخدمة مصالحها وضمان استمرارها”، مذكرا أخنوش بأن “بطانة السوء أزاحت من قبلكم سي عصمان، سي المنصوري وسي مزوار وبقيت هي في مكانها مسيطرة على الحزب وعلى أجهزته ومؤتمراته وإن طعمت ببعض الأسماء مؤخرا! فهي لا زالت حاضرة وبقوة وأكثر مما سبق! تعين الإدارة المركزية وتزيحها تبعا لمصالحها والأمثلة عديدة في العشر سنوات الأخيرة! تبيع وتشتري في تعيينات المنسقين الإقليميين والجهويين كما حصل مؤخرا، وتعطي التزكيات للذي يدفع أكثر، كما لايجب أن تنسوا أنها تعين وتزيح رئيس الحزب مهما بلغت ثروته أو قربه من دوائر القرار العليا”.