للكنبة حزب، وحزبها يعود إلى زمن كفاية المصرية والتي انهار معها كل شيء، وانهارت معه أحلام الكنبة في قاهرة المعز، هناك كان للمرء حلم أو على الأقل قدرة على الحلم فوق الكنبة، وبعد ربيع الكنبة والذي يريده القائمقام، بكى المعز على قاهرته وبكى معه شعب مصر كله بعد أن فقد حتى الكنبة التي كان يحلم بها وعليها، فلا الكنبة تحولت إلى سرير، ولا ربيع القائمقام أزهر ولا المعز استَعَزَّ بقاهرته.
ويحكى أن القائمقام رأى فيما يرى الحالم فوق كنبة قاهرة المعز، أن سفينة أبحرت من الاسكندرية عبر مضيق البوسفور تحمل الكنبة لترسو بميناء الدار البيضاء، أنزل العاملون به الكنبة وهم من سكان المدينة القديمة، وفطنوا أنها كنبة القائمقام لكنهم حارو حول كنهها أهي كنبة أم سرير أم (فوتوي)، ليأتي صوت رخيم من أقصى المدينة القديمة وبالضبط بباب مراكش ويقطع الشك باليقين ويصيح إنها“كونبة”.
والكونبة تصغير لكلمة الكنبة، والتصغير في اللغة قد يكون للتمليح أو التحقير، فالجارية جويرية، وقد يكون تصغير القائمقام “قميقم”، هذا في اللغة أما في الاصطلاح الدارج فالكونبة تعني اختلاسا عمديا لملكة الفهم لدى الغير، والفاعل “مكونِب” والمفعول به “مكونَب”وصفته “كانبو”، فصديقنا القائمقام يختلس ملكة الفهم لدى كافة المغاربة لأنه بقدرة قادر أصبح مع اللذين قاطعوا وهو في نفس الوقت زعيم اللذين شاركوا وهو زارع ورد الربيع الذي لم يزهر، ولم أجد أكثر من هذا الموقف تفسيرا للكونبة، فهو كونَب ويكونِب ويقوم مقام الكانِب والمكونِب.
وقد قال أحد العارفين (من خدعنا بالله انخدعنا له)، ونقول للقائمقام إذا كنت وزعيمك تريد كونَبتهم فقد انكونَبوا لك، لكن كما قد يصبح البهلوان زعيما فقد يسقط القناع ويصبح ربما “الكانِب آغا”.
بقلم: رفيق اكيز