بقاعة المحاضرات “كلية العلوم والتقنيات” بفاس جرت على مدى يومين أشغال ندوة دولية فكرية من تنظيم “جامعة سيدي محمد بن عبد الله” و”جمعية فاس-سايس” في موضوع “رهانات عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”، ناقش خلالها أساتذة جامعيون وخبراء وباحثون وأكاديميون وسفراء بعض الدول الإفريقية الصديقة جملة المشاكل والإكراهات التي ستصاحب هذه العودة، خصوصا ما يتعلق منها بجانب الهجرة من الجنوب وما يصاحبها حاضرا ومستقبلا من تبعات.
و عالج المشاركون في هذه الندوة الفكرية كثيرا من الأسئلة الراهنة التي تنتظر الأجوبة، سواء في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، البيئي أو الأمني، من أجل بناء مستقبل آخر جديد ومختلف لقارة “تتوفر على كل الإمكانات للنهوض اقتصاديا على غرار دول نمور آسيا”، مع الإشارة إلى ما تعاني منه القارة من انقسامات حادة “تتمثل في مشاكل سياسية بالجملة وصراعات حدودية مفتعلة في غالبيتها تعيق تطورها وتؤثر على مصيرها المستقبلي”.
كما طالب متدخلون دول القارة بالاعتماد “على مقاربات جديدة، قدوة بالنموذج المغربي، في تدبير مواردها الطبيعية والبشرية، ما سيمكنها مستقبلا من الاعتماد على إمكاناتها الذاتية لتحقيق تنمية شاملة، من خلال بلورة استراتيجية بديلة وشراكة مع المغرب”.
كما أكد المشاركون في هذه الندوة الدولية أن هذه الشراكة لا يمكن أن تعطي ثمارها في التنمية والاستقرار “دون إحداث بعض التغييرات في المشاريع وقوانين الشغل والصحة والخدمات وتنزيلها على أرض الواقع بعيدا عن التنظير الورقي”، منبهين إلى ضرورة التركيز على مسألة الأمن والاستقرار؛ لأنهما “عاملان مهمان في أي تنمية”، مؤكدين على أن “المغرب كان قد ساهم ابتداء من 1970 في استقرار كثير من الدول الإفريقية كزايير”.
الهجرة كانت هي المحور الثاني في الندوة، وقد أخذ نصيبا أكبر من النقاش، سواء من الباحثين أو المتدخلين من الجمهور الذي حضر الندوة بكثافة؛ إذ تم التطرق إلى كل ما يتعلق بها من مشاكل على مستوى المغرب، والدول الإفريقية عموما.
https://www.youtube.com/watch?v=QDP53zTAb0E&feature=youtu.be