يبدو أن المملكة المغربية لم تحسم بعد موقفها من ”الأزمة الخليجية“ الحالية، ففي ظل إقدام عدة دول خليجية وعربية على قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر بسبب ”دعمها للإرهاب“، قرر المغرب الحفاظ على حياده حتى الآن.
وفي هذا السياق، تحفظ وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، ناصر بوريطة، عن الإجابة حول موقف المغرب من ”أزمة الخليج“، مكتف بالقول في تصريح لـه:
”عندما يكون التصريح جاهز حول هذه القضية سأدلي لكم به“، دون أن يكشف عن موعد ذلك، أو موقف المملكة المغربية حيال ما يجري.
وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، قد أجرى الاثنين، مباحثات هاتفية مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مباشرة بعد قطع عدة دول خليجية وعربية علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية، أن آل ثاني، بحث مع نظيره المغربي العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه يرى الدكتور إدريس الكنبوري، المحلل السياسي المغربي في تصريح لـه، أن المغرب ”سيحاول كالعادة أن يقف في الوسط، فهو بعيد عن مواقع النزاع في الشرق الأوسط والخليج، ومنذ سنوات يسعى إلى تأكيد نوع من الاستقلالية في مواقفه الدبلوماسية بعيدا عن الاصطفافات، وغياب الملك محمد السادس عن القمة العربية والقمة الإسلامية ـ الأمريكية، دليل واضح على رغبة المغرب في النأي بنفسه عن النزاعات العربية“.
وأضاف الكنبوري، أن ”العاهل المغربي، أكد في خطابه الأخير بالقمة المغربية ـ الخليجية في أبريل من العام الماضي، على استقلالية الدبلوماسية المغربية، وحرية أي بلد عربي في أن يختار علاقاته الخارجية وفًقا لمصالحه، وعلى رفض الإملاءات الخارجية“.
وتابع المحلل السياسي، أن دور المغرب ”سيكون هو البحث عن المصالحة واستغلال علاقاته الجيدة مع مختلف الأطراف، عوض الوقوف مع طرف ضد الآخر“. علاوة على ذلك ”فإن العلاقات الخليجية ـ الخليجية سريعة التغير، ولا يمكن للمغرب أن يغامر باتخاذ موقف ضد قطر، لأن هذه الأزمة قد تنتهي في حال نجحت الوساطات
الدولية والعربية“.