في الوقت الذي لا يزال صدى توجيهات الخطاب الملكي السامي بخصوص الإدارة العمومية ملأ السمع والبصر، وفي ظل التفاعل الإيجابي لجل المديريات الإقليمية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس ـ مكناس التي أعلنت عن نتائج التعيينات الخاصة بالأساتذة المنتقلين في الحركتين الوطنية والجهوية، عادت مديرية صفرو لتخلق الاستثناء من خلال رفضها الإعلان عن هذه النتائج، حيث اكتفت بإخبار المعنيين بشكل فردي وشفوي، دون موافاتهم بأي وثيقة إدارية تثبت التعيينات، أو على الأقل -وكما جرت العادة- إعلانها لهذه النتائج بشكل رسمي، لعموم المعنيين تعبيرا عن مبدأ الشفافية المطلوبة في أي عملية إدارية.
إعلان النتائج بشكل سري ودون أن تتحمل الإدارة الإقليمية مسؤوليتها في ترسيخ مبدأ الشفافية وضمان حقوق الأساتذة “العالقين” التي تضمنها الاتفاق الأخير بين التنسيقية الجهوية للمتضررين والأكاديمية الجهوية، والذي على إثره تم تعليق الإضراب عن الطعام وفض الاعتصام الذي دام أكثر من عشرين يوما أمام مقر الأكاديمية بجهة فاس-مكناس، هو الأمر الذي أثار حفيظة أحد المتضررين الذي عبر عن استيائه من هذا الاستثناء، معتبرا ذلك استمرارا في تكريس ما سماه “الرعب النفسي” في حق هذه الفئة التي لم يكتب لها أن تتمتع بعطلتها الصيفية.
وفي اتصالنا بالكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بصفرو والذي عبر عن رفضه لما سماه “بمنطق الكونتربوند” الذي التجأت إليه الإدارة في محاولة منها إلى در الرماد في العيون من أجل التعتيم على أحد المشاكل التي وصفها ب”العويصة” بحكم ارتباطها بالاستقرار النفسي والاجتماعي للأساتذة المتضررين، معتبرا سلوك الإدارة في عدم الإعلان عن النتائج بالحرب النفسية التي أبت الإدارة إلا أن تمارسها في حق المتضررين، في ظل غياب أي وثيقة إدارية تثبت تعيينهم وانتشالهم من حالة “العالقين” التي لازالت تطاردهم.
هذا وقد ركز الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لعيد العرش على أن الادارة العمومية تعاني من ضعف الحكامة وقلة المردودية حيث وجه الملك انتقادات لاذعة للإدارة العمومية متهما إياها بالتماطل وتعطيل مصالح المواطنين، وشدد جلالته على أن انعدام الكفاءة وروح المسؤولية في عدد كبير من الموظفين الأمر الذي أصبح يعرقل التقدم