تداول مصدر اعلامي ان هناك شاب مغربي قرر الخروج الى العلن ليحول صدمة اصابته بفيروس ”السيدا” إلى طاقة إيجابية تعينه على تغيير نظرة المجتمع النمطية تجاه حاملي الفيروس.
لم يعلن الشاب عدم استسلامه للمرض فحسب، بل التصدي له؛ حيث عمل ضمن جمعية غير حكومية في مدينة أكادير لتعليم الشباب طرق الوقاية من الفيروس، وتقديم الدعم النفسي للمتعايشين مع المرض.
يقول الشاب إن “المجتمع المغربي يخص المتعايشين مع فيروس السيدا بمجموعة من الأفكار المسبقة، أغلبها غير صحيح”.
وتابع: “في بداية الأمر لم أتقبل مسألة تناولي للأدوية طوال حياتي، لكن بمساعدة أسرتي وأصدقائي وزملائي في الجمعية التي أشتغل بها لمحاربة السيدا، تمكنت من تجاوز الأمر والانضباط لوصفات الطبيبة”.
ومضى قائلا : “كان لدي تخوف كبير من ردة فعل أسرتي، خصوصا والدتي التي لم أعرف كيف ستستقبل هذا الخبر لكن الطبيبة المعالجة أوصلت الخبر إلى أسرتي بطريقة سلسة مكنتهم من تفهم الامر ”
يشار ان أغلب المتعايشين مع فيروس “السيدا” في المغرب حملهم له، خوفا من نظرة المجتمع وتعامله معهم.
وعن تجربته في العمل ضد الإيدز، قال الشاب إنه بعد سلسلة من الدورات في تقوية الذات من طرف جمعية غير حكومية متخصصة في محاربة “السيدا”، قرر الانخراط في مشروعها. و الآن، وبعد اكتسابه مزيدا من الثقة، يقدم الشاب رفقة شباب آخرين حصص دعم نفسي للمتعايشين مع الفيروس، بالإضافة إلى حملات توعية بخطورته وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه.
هذا يقدر عدد حاملي الفيروس في المغرب بـ 24 ألف متعايش، حسب إحصاءات لمكتب الأمم المتحدة الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، العام الجاري.
هذا العدد يبقى مجرد تقدير، نظرا لأن أغلب المتعايشين مع الفيروس إما لا يعلنون إصابتهم، أو لا يعلمون أصلا أنهم حاملون للفيروس.
ووفق تقرير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة “السيدا” لسنة 2016، حول تطور المرض في العالم، فإن 1300 مغربي مصابين بالفيروس لقوا حتفهم بسبب مضاعفات ترتبط بالمرض خلال 2015.
وكشف التقرير أن المغرب يشهد سنويا 1200 إصابة جديدة بالمرض، بمعدل 4 إصابات جديدة يوميا.
وبلغ عدد المصابين بهذا المرض في العالم 36.7 مليونا أواخر عام 2015، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشتركة لمكافحة “الإيدز” عام 2016.
ولم يتم حتى الآن اكتشاف علاج يشفي من الإيدز، لكن بإمكان المرضى أن يسيطروا على الفيروس، ويتمتعوا بحياة صحية ومنتجة بفضل استعمال العلاج الفعال بالأدوية المضادة للفيروسات، وفق منظمة الأمم المتحدة.
وتقدم وزارة الصحة المغربية الأدوية المخصصة لحاملي الفيروس بالمجان، في حين تعمل منظمات غير حكومية على دعم المتعايشين مع المرض، إضافة إلى نشر طرق انتشاره، وسبل الوقاية منه.
عن موقع : فاس نيوز ميديا