شهدت مؤ خرا المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بفاس أحداث زعزعت استقرارها الداخلي لكن في صمت شامل، نعم في صمت شامل، لأن المسؤولين تسارعوا لضبط الفوضى و تهدئة الأوضاع و مطالبة التلاميذ بعدم التصعيد خاصة حين اتضحت أن كل مطالبهم مشروعة.
المدرسة الوطنية للتجارة والتسير بفاس تضم نخبة من التلاميذ المتفوقين الحاصلين على معدلات عالية في مسارهم الدراسي و الذين تجاوزوا بنجاح مبارة الولوج إلى هذه المدرسة.
كل ما في الأمر أن مجموعة طلبة شعبة التدبير المالي و المحاسباتي السنة الخامسة احتجوا على التعامل السيء الذي تلقوه من أستاذ مادتين أساسيتين في الشعبة المذكورة أعلاه. مطالبهم تم تدوينها في شكاية تحت أمر من إدارة المدرسة حتى يتم أخدها بعين الإعتبار. هذه الأخيرة تعهدت بأن نقط و معدلات الطلبة لن يتم المس بها ما دامت قانونية و مشروعة( أو بالأحرى الأستاذ لن ينتقم من الطلبة عن طريق معدلاتهم و نقطهم).
هذه الشكاية جاءت بعدما قام الأستاذ المذكور أعلاه بإخضاع الطلبة لمجموعة من التهديدات بالرسوب، لأن هذا الأخير لم يتقبل أن يتم مناقشته حول المعلومات الخاطئة التي يقدمها للطلاب لأنه للأسف لا يضبط كلتا المادتين التي كلف بتدريسهما، الشيء الذي شوش منطق طلبة في مستوى لا يسمح لهم بتلقي معلومة دون تحليلها و ربطها بالمنطق كما هو معهود في منضومة تعليمنا الفاشلة.
رغم وقوف إدارة المدرسة إل جانب الطلبة و تقديم العهود بعدم المساس بالمعدلات إلا أن الطلبة فوجؤوا بنقط كارثية لا تعكس مجهوداتهم و لا مستواهم الدراسي و أن (90%) من الطلبة مدعويين لاجتياز الدورة الاستدراكية في كلتا مادتين الاستاذ بالإضافة إلى نقط كارتية في مادة تالثة تعود لصديق مقرب لهذا الاستاذ الذي تواطأ معه على عدم تغيير نقط الدورة العادية رغم اجتياز الطلبة للدورة الاستدراكية الشيء الذي كان سيؤذي لرسوب (90 %) من طلبة الشعبة كي يكون عبرة لكل طالب سيحاول يوما سلك مسار هؤلاء الطلبة إذ أصبحت مطالب الطالب الجامعي من تعداد المحرمات التي يجب االسكوت عنها.
ما قام به هؤلاء الطلبة خطوة لكشف أن الموسسات العمومية عامة و المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بفاس خاصة أصبحت مسرح لترويض و تدجين و تغذية الطموح الفردي المستتأثر المستعلي.
عقدت الإدارة مجلسا استثنائيا تضمن جميع الاساتذة و لجنة خاصة للنظر في هذه المسألة جميع الأساتذة شهدوا بكفاءة الطلبة و عدم استحقاقهم لما يحدث لهم وتمت إضافة بعض النقاط لكي يخول للطلبة النجاح و الحصول على الديبلوم بمعدلات رديئة ستبقى كوشمة عار أمام مسارهم الدراسي فلا جامعات ولا مدارس ستقبل طلبة بنقط متدنية في مادتين تشكلان أساس شعبة التدبير، خرج الطلاب من هذا الاحتجاج بنتائج سلبية و أربعة طلاب تم تقديمهم كبش فداء ليكون عبرة لكل من تخول له نفسه أن يطالب بحقه.
للأسف أصبح الفساد و الاشفافية و المحسوبية ما ركة مسجلة بالمدارس الوطنية
و رغم كل هذا فطلبة المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بفاس يشهدوا بوجود أستاذة و دكاترة في هذ المدرسة ينحنى لهم إجلالا و يقبل لهم الرأس احتراما و تقديرا وفيهم يقال قم للمعلم ووفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.
عن موقع : فاس نيوز ميديا